مستوى للمياه فيه في شهري آب وايلول ، ولهذا فأن نقل الحبوب إلى البصرة بواسطته لايبدأ الا في اواخر الخريف ويستمر حتى نيسان التالي.
وتعد الانتفاضات التي تقوم بها القبائل العربية المتنقلة على ضفاف الفرات ودجلة من الاسباب العريضة التي تعيق نمو تصدير الحبوب كما حصل مثلاً في ١٩٠٨ و ١٩٠٩ و ١٩١٠ عندما توقف نقل الحبوب إلى البصرة تقريباً بسبب مهاجمة الثوار للسفن النهرية. واخيراً يتحتم ان نشير إلى ظرف آخر يمكن ان ينعكس سلبياً على تصدير الحبوب اذا لم تتخذ التدابير اللازمة لمعالجته ونعني خلط الحاصل بمختلف الشوائب كالرمل وقطع الطين وما اشبه ذلك الحوض الادنى لدجلة والفرات. لقد لوحظ سوء الاستغلال هذا لاول مرة في ١٩٠٢ وأخذ يزداد منذ ذلك الوقت بحيث وصلت نسبة الشوائب في بعض دفعات الحبوب في الفترة الاخيرة إلى ٠٢٠ / ٠ حتى ان تجار الحبوب المحليين تعرضوا إلى اللوم في جدة.
ويعد الطلب المستمر على الحبوب العراقية في موانيء الخليج الفارسي والبحر الاحمر من الظروف الملائمة لزيادة تصدير الحبوب من العراق ، وتكون جدة في هذا المجال باعتبارها ميناء لمكة ولا ينتج الحبوب ، معتمدة على العراق على الدوام. والشيء نفسه يمكن ان يقال عن الهند حيث المجاعات الدائمة التي تضطرها إلى التوسع في استيراد الحبوب من البصرة ومن الظروف التي لا تقل أثراً عن ذلك في المساعدة على زيادة تصدير الحبوب توسع دائرة البلدان المستهلكة في اوربا نفسها وقد تمثل ذلك بالمانيا وبلجيكا اللتين بدأ تصدير حبوب العراق اليهما من ١٩٠٥ علماً بأن التصدير بلجيكا مباشرة بواسطة بواخر الخط الألماني قد ازداد في ١٩١٠ إلى أربعة أطنان و ٣٩ كغم من الشعير و ٩٢ طناً من الحنطة وثمانية أطنان و ٨٠٨ كغم من الرز غير المنقى.