اما فيما يتعلق بالجهات التي تذهب اليها انواع الحبوب العراقية المصدرة فهي على النحو التالي : ـ يصدر الرز والدخن والبقول والذرة والحنطة والشعير إلى موانيء الخليج الفارسي والبحر الاحمر ، وتستهلك الهند في المقام الاول الرز والذرة والعدس والفول ، في حين يصدر الشعير والحنطة والرز غير المنقى إلى بريطانيا ، ويؤلف الرز غير المنقى والسمسم مواد الطلب الرئيسة في فرنسا. والرز العراقي لا يمتاز بنوعيته الجيدة فضلاً عن ان تنقيته التي تجري بدوات يدوية في العمارة وبواسطة محطتين بخاريتين في البصرة لا تتسم بالاتقان ، ولهذا فأنه يصدر إلى اوربا لغايات صناعية ولتقطير الكحول فقط. اما اصناف الحبوب الاخرى فان نوعيتها مرضية بحيث يعد بيعها في اوربا مضموناً تماماً سيما الشعير والحنطة بل ان الدخن الذي بدأ تصديره إلى اوربا في ١٩٠٢ استطاع ان يجد بسرعة طلباً متناميا عليه.
تتركز تجارة الحبوب مع موانيء الهند والخليج الفارسي والبحر الاحمر بيد الشركات التي يملكها الاهالي في بغداد والبصرة. اما تصدير الحبوب إلى اوربا فتقوم به بالدرجة الاول البيوت التجارية الاوربية التي استقرت في البصرة وفي مقدمتها البريطانية بالطبع. ويجري شراء الحبوب اما مباشرة من المستودعات الموجودة في البصرة والتي يطلق على الواحد منها اسم «علوة» أو من الزرّاع والشيوخ في اماكنهم ، وفي هذه الحالة الاخيرة يلتزم اولئك الزراع والشيوخ بايصال الحبوب على حسابهم الخاص إلى المكان الذي تسلم فيه إلى المشتري (١). اما نقل الحبوب إلى البصرة فيجري في العادة بواسطة السفن الشراعية ، وذلك بسبب انخفاض اجور
__________________
(١) مجموعة التقارير القنصلية لسنة ١٩٠٥ ، اصدار ١ ص ١١.