النقل فيها وكذلك بسبب امكانية نقل الحبوب عليها دون ان تُعّبأ باكياس ، رغم ان بواخر الشركة النهرية البريطانية منها والعثمانية كانت تقوم بهذه المهمة عن طيب خاطر سيما في الحالات التي كان فيها تجار الحبوب لايترددون امام ارتفاع اجور الشحن ، لرغبتهم ، في سرعة ايصال البضاعة إلى البصرة. اما سفن المحيطات فأنها لا تنقل الحبوب إلا عندما لا تجد حمولة اخرى غيرها ويحدث ذلك في العادة في موسم الصيف الراكد ، والسبب في ذلك هو ان اجور نقل الحبوب منخفضة بالمقارنة مع الخدمات الاخرى ولذلك فأنها لا تعتبر حمولة مرغوبة. وفي ١٨٩٥ غيرت شركات البواخر البريطانية مقاييس الحمولة بالنسبة إلى الحبوب فجعلت الطن الواحد منها يساوي ١٨ هندردريتاً (١) بدلاً من عشرين هندوردويتاً كما كان في السابق وذلك لكي تعوّض عن هذا الطريق عن الخسارة التي تصيبها من نقل هذا الحاصل.
وادى اتساع تصدير الحبوب إلى ان ترتفع اسعارها المحلية بشدة في الفترة الاخيرة ، ويمكن ان نحكم على ذلك من الاحصاءات التالية : - لقد كان سعر الجملة للطن الواحد في البصرة في ١٨٩٨ هو ٦١ روبلاً و ٤٤ كوبيكا للحنطة و ٣٠ روبلاً و ٧٢ كوبيكا للشعير و ٣٩ روبلاً و ٣٦ كوبيكا للرز المنقى و ٢٥ روبلاً و ٩٢ كوبيكا للرز غير منقى و ٣٥ روبلاً و ٣٦ كوبيكا للعدس والذرة و ٨٠ روبلاً و ١٠ كوبيكات للسمسم ، وقد ارتفعت هذه الاسعار في ١٩٠٧ أي بعد ذلك بعشر سنوات فاصبحت ١١ روبلاً و ٥٢ كوبيكا للطن الواحد من الحنطة والرز المنقى والسمسم و ٨ روبلات و
__________________
(١) الهندردويت وحدة للوزن تساوي مائة باوند في الولايات المتحدة الامريكية و ١١٢ باونداً في بريطانيا. (المترجم).