الذي تسد فيه بغداد حاجتها من الاعمدة والألواح الخشبية من ولاية الموصل ، فان استهلاك البصرة من المواد الخشبية كله يرد من الخارج. وكان الخشب في السابق يأتي من الهند ومن جاوة وزنجبار على السفن الشراعية التي ترد إلى البصرة لنقل التمور ، ثم اصبحت النمسا بعد ذلك تورده من فيومي. اما عن مقدار مشاركة روسيا في توريد صناديق نقل التمور واخشاب البناء فأنه كان ٣١٨٢١ قدماً مكعباً في ١٩٠٧ و ١٤٣١٣٥ قطعة من الالواح والاعمدة في ١٩٠٨ و ١٥١٥ متراً مكعباً في ١٩٠٩ و ٣١١١ متراً مكعباً في ١٩١٠.
كذلك تعتبر روسيا - إلى جانب ماذكرناه من توريدها للسكر البلوري وصناديق تعبئة التمور واخشاب البناء ـ المورد الاساس للكيروسين إلى اسواق العراق وغرب فارس. الاتي يبين الكميات المستوردة من هذه المادة في الفترة من ١٨٩١ ـ ١٩١٠ :
يتضح من مقارنة الارقام الواردة في هذا الجدول ان استيراد
الكيروسين اخذ يظهر ميلاً واضحاً إلى الزيادة منذ بداية القرن العشرين ، والسبب في ذلك هو توريده من باطوم مباشرة بواسطة الشركة الورسية للملاحة البخارية والتجارة التي بدأت رحلاتها إلى البصرة من ١٩٠١. وكان الكيروسين الروسي الذي ساد في السوق المحلي بلا حدود ينقل باجمعه عن طريق بومباي أو كراتشي ، علماً بأن نقله بهذا الطريقة الدائري الطويل كان يؤدي مع عمولات القومسيون التي يأخذها الوسطاء الانجليز إلى رفع كلفته كثيراً. وكانت تجارة الكروسين الروسي في العراق محتكرة ، بسبب عدم وجود المنافسة من قبل التاجر الهندي الحاج علي مميني الذي كان لهذا السبب يفرض له الاسعار التي يريدها. وهكذا كان ثمن الصندوق الواحد من الكيروسين يتراوح بين روبلين و ٣٦ كوبيكا