بدأت النمسا تورد الكيروسين إلى جانب كل من روسيا وامريكا فقد جلبت بواخر Hamburg Amerika Linie)) منها في تلك السنة ولاول مرة ٢٦٩٣٢ صندوقاً. وقد اثر ظهور هذا المنافس الجديد على الكيروسين الامريكي بالدرجة الاولى فهبط استيراده في ١٩٠٧إلى ٥٦٥٠ صندوق بينما وردت روسيا في تلك السنة ٥١٠٠٠ صندوق. اما في ١٩٠٨ فقد وردت روسيا ٧٤٠٠٠ صندوق في حين وصل من تريستا (١) ٦١٥٧٩ صندوقاً. وبلغت حصة روسيا من هذه المادة في ١٩٠٩ : ٤٥٠٠٠ صندوق في حين كانت حصة امريكا ٣٥٨١٠ صندوق وحصمة النمسا ٢٢٣٩٦ صندوق والهند ١٥٠٠ صندوق. اما في ١٩١٠ فقد كانت حصة روسيا ٧٣٠٠٠ صندوق وحصمة النمسا ٥٧٠٠ صندوق وحصة امريكا ٢٩٧٠٠ صندوق.
يتضح من هذه الارقام ان الكيروسين الروسي فقد سيادته الكلية السابقة في السوق العراقي لكنه ظل يعتبر الافضل من حيث النوعية سيما الكيروسين علامة «المرساة» و «الهلال والنجمة» ولهذا فأن سعره كان اعلى دائماً من سعر الانواع الاخرى ، ففي ١٩٠٨ مثلاً كان الصندوق الواحد من الكيروسين الروسي يكلف في البصرة ما بين روبلين و ٤٠ كوبيكا ، وثلاثة روبلات في حين ان سعر الكيروسين الامريكي والنمساوي كان يتراوح مابين روبل واحد و ٨٠ كوبيكات وروبلين و ٤٠ كوبيكا.
وهنا ينبغي ان نتذكر ان الكيروسين شأنه في ذلك شأن المواد الاخرى سريعة الألتهاب كالسبيرتو والبنزين وما أشبه يجب ان يحفظ في مستودعات خاصة خارج المدن. وتأخذ بلديات المدن ضريبة خاصة في
__________________
(١) ميناء في شمال شرق ايطاليا كان في الفترة موضوع البحث تابعاً لامبراطورية النمسا والمجر. (المترجم).