أقل ، وذلك لأن اوراق البنكنوت التي اصدرها البنك العثماني نفسه ليست واسعة الانتشار في السوق المحلي. وخلاصة القضية ان البنك طرح منذ اللحظة التي ظهر فيها في العراق في عام ١٨٩٤ كميات من النقود الورقية من فئة الليرة العثمانية الواحدة والخمس ليرات ، وكانت الكمية التي طرحها كبيرة بحيث عجز البنك بعد ذلك عن استبدالها بعملية معدنية في بغداد ذاتها ولهذا فقد تحتم على حاملي هذه النقود الورقية بيعها بعد خصم كبير من قيمتها إلى التجار الذين لهم علاقات مباشرة مع اسطنبول وقد ادى ذلك إلى تقويض الثقة بالنقود الورقية (١).
يستحل علينا ونحن نحصي نتائج كل ماذكرناه في هذا الفصل عن التجارة العراقية ، ان لانستنتج بان تحولاً حاسماً فصل فيها إلى الاحسن مع بداية القرن الحالي وادى إلى زيادة كبيرة في الاستيراد والتصدير على السواء. وتمكننا هذه الحقيقة من ان نفترض بأن التجارة المحلية قد انطلقت اخيراً من نقطة الركود التي توقفت عندها في نهاية القرن السابق واخذت بالتطور منذ ان افتتحت قناة السويس بسبب التغيّر الحذري الذي حصل في ظروف العراق.
وفي هذه الاثناء يجري الان تحديد حلول مرحلة تاريخية جديدة تعد باحداث التغييرات جوهرية في النظام الاقتصادي لهذه المنطقة. ونقصد هنا انشاء سكة حديد بغداد التي يستحيل علينا لهذا السبب اغفالها في هذا الفصل المخصص لبحث التجارة العراقية. لقد وضعت بداية العهد الجديد على الورق في ١٩٠٣ عندما شركة سكك حديد الانضول العثماني
__________________
(١) eport for The year ١٨٩٥ on The Trade of The Vilayets of Baghdad and Basrah, No ١٧٨٥, p. ٢.