حاجة الصناعة المعملية إلى (١) الخامات (٢). هذا في حين ان الانضول وسوريا وما بين وجنوب العراق التي كانت في السابق كثيفة السكان تمتلك كل المؤهلات التي تجعلها تعطي في المستقبل ، على ما يعتقده رورباخ (٣) نفس كمية الحبوب التي تستوردها المانيا حالياً من روسيا إلى جانب امكانية تطوير زراعة القطن على نطاق واسع فيها. وهكذا فأن مناطق الدولة العثمانية الآسيوية هذه مدعوة لان تكون المورّد الطبيعي للخامات التي تحتاجها المانيا والمستهلك لمنتجاتها الصناعية في الوقت نفسه.
ومع ذلك فقد كانت هناك صعوبات كبيرة جداً تعترض تحقيق هذه الخطة الضخمة ، ابتداء من وجوب الاهتمام بمد الطريق في الاتجاه الذي يحقق اقصى مايمكن من الربح وانتهاء بضرورة اخذ المصالح التجارية للدول الكبرى الاخرى بنظر الاعتبار. ولهذا فليس هناك مايدهش في ان اتجاه سكة حديد بغداد تغير بشكل جذري اكثر من مرة بسبب ظهور هذه المشكلة أو تلك.
لقد شمل الامتياز الاول الذي حصل عليه البنك الألماني في ١٨٨٨ بناء سكة من حيدر اباد إلى انقرة مع وعد بمد أجزاء اخرى إلى سيواس فبغداد اعتماداً على الغاء الضمانات الكيلومترية (٤) بالنسبة للاجزاء التي
__________________
(١) هذه الحجة التقليدية التي يلجأ اليها الاستعماريون لتبرير توسعهم في الاقطار اخرى محاولين بذلك اخفاء الاسباب الحقيقية للتوسع وهي اسباب تكمن في طبيعة النظام الراسمالي نفسه. (المترجم).
(٢) Raul Rohrbeach, Die Bagdadhahn, (Berlin, ١٩١١), S. ١٣ ff.
(٣) Ibid. Berlin ١٩٠٢, S. ٢٤
(٤) انظر هامشنا حول الضمانات الكيلومترية في الصفحة ١٠٨ من الجزء الاول من هذا الكتاب. (المترجم).