ستبني من السكة. وكانت الحكومة العثمانية التي مازالت تحت تأثير حربها الاخيرة مع روسيا (١) تحلم بهذا الخط الاستراتيجي المهم ، كما ان توقف الترانسبت فيما وراء القفقاس في عام ١٨٨٣ جعل اصحاب الاعمال الألمان يأملون في ان يتحول تبادل البضائع بين اوربا وفارس إلى طريقهم الجديد. وقد ادت هذه الظروف إلى وضع ما يسمى بالخيار الشمالي لسكة حديد بغداد ، الذي بمد الخط من انقرة إلى يوزكات فسيواس ثم كنكال وفي هذه الاخيرة يتفرع إلى فرعين يذهب احدهما نحو ارزنجان فارضروم (٢) ثم إلى بايزيد باتجاه الحدود الفارسية ، بينما يذهب الآخر إلى بغداد عن طريق خربط وديار بكر. وقد انشئت لبناء هذا الخط وتشغيله شركة اسمها (Societe Othomane des Chemins de fer d Anatolie) (٣) تالفت من البنك الألماني في برلين وWuthem bergische Vereinshonk في شتوتكارت (٤). وقد وصلت السكة حتى عام ١٨٩٣ إلى انقرة غير ان مواصلة بنائها باتجاه الشمال اهملت لاسباب عديدة ليس اخرها الموقف السلبي الذي وقفته روسيا وكذلك عدم تحقق الامال بجذب الترانسيت الاوربي الذي اتجه إلى الخليج بدلاً من ان يتحول إلى السكة الجديدة. وفضلاً عن ظهر انه من الصعب جداً تنفيذ الخيار الشمالي من وادٍ إلى اخر ثم الهبوط إلى الفرات الامر الذي كان يتطلب بناء الكثير من المنشأت الاصطناعية كالانفاق
__________________
(١) يقصد المؤلف هنا الحرب الروسية ـ التركية ١٨٧٧ - ١٨٧٨. (المترجم).
(٢) iegmund Schneider. Die Deutche Bagdad - Bahn Wien und (Leipzig,١٩٠٠), S. ٢٣_٢٤.
(٣) الشركة العثمانية لسكك حديد الانضول. (المترجم).
(٤) Rohrbach op. cit (Berlin, ١٩١١), S. ٢٩