والجسور وغيرها على امتداد هذه السكة الجبلية. وقد اجبرت هذه الاعتبارات كلها شركة سكك حديد الانضول على ان تحصل في السنة ذاتها أي في ١٨٩٣ على امتياز بمواصلة مد السكة من انقرة إلى قيصرية فملاطية فديار بكر أي باتجاه يميل إلى الجنوب اكثر من الاتجاه السابق وقد عرف هذا الاتجاه الجديد بين التغيرات التي اجريت على خطة سكة حديد بغداد الاولى بأسم الخيار الاوسط (١). ومع ذلك فلم يباشر ببناء الطريق الجديد ايضاً بسبب الصعوبات التكنيكية نفسها لان الاتجاه الجديد كان يحتّم بناء السكة في منطقة تتخللها السلاسل الجبلية ، ولهذا فقد تحولت الشركة المذكورة تلافياً للجبال إلى الجنوب اكثر وباشرت بانشاء السكة الحديد من اسكي شهر إلى قونية. وقد أريد لهذا الخط الجديد ان يمتد إلى هرقليا ومنها إلى أطنة ومرعش وعينتاب واروفة وديار بكر وماردين والموصل وكركوك ودلي عباس حيث يذهب فرع إلى مندلي والحويزة والمحمرة بمحاذاة نهر دجلة في حين يتجه فرع اخر إلى بغداد ثم إلى كربلاء والنجف وسوق الشيوخ والبصرة والكويت بمحاذاة نهر الفرات. وقد شكل هذا الاتجاه ما يعرف بالخيار الجنوبي لسكة حديد بغداد. وقد حصلت شركة سكك حديد الانضول على الأمتياز الاول للخط المذكور في ١٨٩٩ ووقع الفرمان النهائي الخاص به وشروطه التفصيلية في ١٩٠٣ وذلك بعد ان تجولت لجنة خاصة من المهندسين الألمان برئاسة القنصل الألماني العام في اسطنبول السيد شتمريخ في المنطقة التي سيمر فيها الخط المذكور ودرستها دراسة تفصيلية انتهت بعدها إلى مساندة الاتجاه الذي جرى اختيار بشدة. ومع ذلك لم ينجح الخيار الجنوبي لسكة حديد بغداد
__________________
(١) Rohrbach, op. Cit. S. ٢٩.