الاكراد من الشمال والعرب من الجنوب ، إلى تقلص مساحة الارض المزروعة ومع ذلك فقد ظلت الولاية المذكورة تشتهر بزراعة التبغ وتشارك كما رأينا مشاركة كبيرة في تصدير الحنطة وكذلك الصوف وشعر الماعز والعفص والصمغ عن طريق البصرة. ويتاخم ولاية الموصل من الجنوب العراق الذي تحدثنا في الفصل الحالي بالتفصيل عن تصديره الواسع للمنتجات الزراعية ، ولم يبق الا ان نضيف ان هذه المنطقة صالحة ايضاً لزراعة القطن واشجار التوت وهي امور مهملة حالياً.
ان هذا الاستعراض السريع الذي قمنا به للأقطار التي ستمر فيها سكة حديد بغداد على اقتضابه كافٍ لان يجعلنا نتبين كم هو دقيق اهتمام رجال الاعمال بتطمين المطلب الاساس الذي توخنه الصناعة الألمانية من سكة حديد بغداد وتعني تزويدها بالخامات وتأمين سوق جديد لتصريفها. وجميع هذه المنطقة الغنية التي تقطعها السكة هي الان في حالة تدهور شديد بحيث انه سيكون على الرأسمال الالماني والهمة الألمانية ان يقوما بعمل صعب ولكن جيد المردود لاعادة الحياة إلى هذه الاقاليم العثمانية الاسيوية. ويكاد يكون العراق الذي يعتمد تطوير قواه المنتجة تمام الاعتماد على تأمين الري الصناعي له اسوأ هذه الاقطار حالاً.
وفي الوقت الذي اناطت فيه الحكومة العثمانية قضية إرواء وادي قونية عن طريق سحب المياه من بحيرة بايشهر بشركة مغمورة تألفت بمشاركة مباشرة من البنك العثماني واضطلعت الشركة المذكورة ذاتها بري وادي قليقيا ايضاً (١) ، فأن قضية وضع خظة الاحياء العراق كان قد بدأها منذ عهد السلطان عبد الحميد ، المهندس الانجليزي ويلكوكس الشخصية
__________________
(١) Rohbach, Op. Cit< (Berlin, ١٩١١), S. ٥٣_٥٨.