المعروفة في ري مصر. وكان هذا الاخير قد توصل بعد أن درس المنطقة ومصادرها المائية بعناية ، إلى الاستنتاج بأن أفضل توزيع لمياه دجلة والفرات يمكن التوصل اليه عن طريق احياء نظام الي القديم مع بعض التغييرات التي يحتاجها تقدم التكنيك المعاصر. وانطلاقاً من وجهة النظر هذه وضع ويلكوكس خطة واسعة لاصلاح قنوات التي كانت قائمة منذ العهد الكلداني وبناء خزانات خاصة لخزن مياه الانهار الزائدة اثناء الفيضان والحفاظ على المياه في القنوات بالمستوى الذي تتطلبه الزراعة بمساعدة نظام معقد من القناطر والسدود والخزانات الصغيرة. ومع ذلك فقد اعتقد ويلكوكس بانه حتى لو جرى هذا التحسين الجذري للري فأن المياه المتوفرة لن تكفي لارواء ٥٠٠٠٠٠٠ هكتار هي مساحة دلتا الفرات ودجلة ابتداء من هيت على الاول وبلد الواقعة إلى الجنوب من سامراء على الثاني ، فالري لن يؤمن في هذه الحالة الال ٣٠٠٠٠٠٠ هكتار للمحاصيل الشتوية و ٠٠٠ر١٦٥ هكتار للمحاصيل الصيفية منها ٤٠٠٠٠٠ هكتار لزراعة الرز والباقي لزراعة الحبوب الاخرى والقطن (١).
ولا يبدو الامل بتحقيق هذا المشروع الجسيم في المستقبل القريب ممكناً وذلك لان الكلفة التقريبية التي حددها ويلكوكس لتوفير الارواء للعراق هي ١٠ ملايين جنية استرليني وهو مبلغ لا يتحمله الوضع المالي للدولة العثمانية ، ولذلك فأنها لا تستطيع ان تستغني في هذه المسألة عن مساعدة رؤوس الاموال الاجنبية. غير ان الحصول على مثل هذا المبلغ الضخم تعترضه عقبات لا تنتهي سيما ان المشروع نفسه لا يعد بالنجاح الا بعد ان تحل قضية جوهرية اخرى هي توفير الايدي العاملة نظراً لقلة
__________________
(١) W. Willcoks, The Irrigattion of Mesopotamia, (London, ١٩١١), p:٩-١٠.