لكثافة السكانية في المنطقة. ولهذا ينبغي قبل البدء باحياء القنوات القديمة ، التفكير جدياً بجذب الزراع إلى هذا القطر وهو امر تعيقه لدرجة كبيرة ظروف المناخ في جنوب الحراق حيث لا يستطيع العيش الا الهنود والمصريون ، فهل سيوجد بين افراد هذين الشعبين من يريد النزوح إلى هنا اختيارياً؟ تلك مسالة ما تزال مثار بحث حتى الوقت الحاضر. وقد اوقفت صعوبة هذه المسألة ويلكوكس نفسه فارتأى تنفيذ الخطة التي وضعها على مراحل وذلك بأن تكون البداية بارواء ٥٥٠٠٠٠ هكتار تقع بين بغداد على دجلة والكوفة على الفرات يباشر بعدها بري منطقة قنوات شط الحي وبلد والدجيل والنهروان على التوالي ، وستبلغ المنطقة المروية باجمعها بموجب حسابات ويلكوكس في هذه الحالة ما يقرب من ١٢٠٠٠٠٠ هكتار وستعطي حاصلاً سنوياً مقداره مليون طن من الحنطة و ٤٠٠٠٠٠ بالة من القطن.
وتشهد هذه الارقام على المدى الهائل الذي سيبلغه حجم التصدير العراقي عند تأمين الري الصناعي للزراعة المحلية واسنادها لنقل ملائم بوساطة السكك الحديد. ولكن هذا التطور في القوى المنتجة للعراق لن يتحقق الا في المستقبل القريب أو البعيد فأننا الان على ايضاح التأثير الذي يمكن ان تحدثه سكة حديد بغداد ذاتها على التجارة العراقية.
ينبغي ان نلاحظ ابتداءً ان بناة سكة حديد بغداد انفسهم حرصوا على ان يجعلوها تمتد باتجاه ملائم يهدف إلى ان يجذب لها اكثر ما يمكن من تبادل البضائع بين اوربا ومقدمة اسيا. وطالما أن جعل نقطة انطلاق السكة في ميناء حيدر باشا على البسفور وهو ميناء يقع بعيداً عن الطريق البحري المطروق القادم من اوربا ، لا يمكن ان يساعد على تحقيق هذا الهدف ، فقد اندمجت شركة سكك حديد الانفضول مع شركة السكك الحديد الفرنسي «سميرنا - قصبة» وجعلت خطها يلتقي مع الخط الفرنسي