في افيون قرة حصار ذلك ميناء سميرنا (١) نقطة امامية لسكة حديد بغداد. ومع ذلك فأن الاتجاه الجديد ايضاً لم يقنع رجال الاعمال الألمان الذين ماكان بامكانهم ، مع تقدم بناء الخط الا ان يقتنعوا بان نقل البضائع من سميرنا إلى المراكز الرئيسة في سوريا ومابين النهرين بواسطة السكة الحديد يكلف غاليا إلى درجة لا يستطيع معها منافسة الطرق البحرية الرخيصة. ولهذه الاسباب اختارت شركة سكة حديد بغداد في ١٩٠٦ مرسين لتكون نقطة انطلاق للسكة واشترت اسهم شركة السكك الحديدية الفرنسية «اطنة - مرسين» ، وفي ١٩١١ وقع اختيارها نهائياً على مدينة الاسكندرونة ، وقد تخلى اصحاب الاعمال للحكومة العثمانية في السنة المذكورة عن حصتهم التي تضمنها الامتياز ببناء الجزء الاخير من السكة وهو الجزء الواقع بين بغداد والخليج ، وحصلوا على امتياز لتجهيز الميناء وربطه على الفور مع محطة عصماني الواقعة في وادي أطنة على الخط الرئيسي للسكة ، بفرع من السكة طوله ٦٠ كم ، علماً بأن ربط الميناء المذكور في السمتقبل مع مدينة حلب بواسطة سكة حديد لن يسبب صعوبة تذكر باستنثاء بناء طريق جبلي صغير عبر سلسلة امانوس التي تفصل الاسكندرية عن سهل حلب.
وهكذا اتضح الان نهائياً ان الاختيار قد وقع على الاسكندرونة لتكون نقطة الانطلاق لسكة حديد الالمان بغداد ، الأمر الذي يُحوّل هذه السكة ، بالارتباط مع قرار المهندسين اللمان بمد خط بغداد إلى حلب مباشرة ثم الاستمرار به من هناك ، إلى ان يقطع الفرات في نقطة تبعد ٢٥ كم إلى الجنوب من برجك ، إلى أقصر وافضل طريق بين البحر المتوسط والخليج. ولن يستغرق نقل البضائع من لندن إلى الاسكندرونة ومن هذه الاخيرة بواسطة السكة إلى بغداد ، بفضل الاتجاه الجديد لسكة حديد بغداد اكثر
__________________
(١) سميرنا هو الاسم القديم لمدينة ازمير التركية وقد اشرنا الى ذلك في هامشنا في الصفحة ٩٥ من الجزء الاول من هذا الكتاب - المترجم.