الامن والهدوء الذي كان مستتباً حتى ذلك الوقت. ولقد دفع ضعف الخلاف هذا الخوارج الذين كانوا قد اختبأوا في منطقة ديار بكر إلى التحرك وادى بهم إلى ان يقوموا بعدة فتن اشتركت فيها لاول مرة الاورطات الكردية. غير ان جميع هذه الحركات كانت تافهة بالقياس إلى العاصفة التي لم تلبث ان اجتاحت جنوب العراق بهيئة تمرد قام به العبيد السود الذين استنهضوا في سبيل العلويين (١).
لقد ظهر في البصرة عام ٨٦٩م شخص يدعى على بن محمد كان موطنه الاصلي في ضواحي الري (طهران حالياً) وكان شيعياً في مذهبه وعربياً في اصله. وكان قد قدم قبل ذلك ببضعة سنوات على انه علوي وذلك عندما رفع علم الانتفاضة في البحرين ولكن عاملها طرده منها ، فأستقر هذا الدعي في البصرة الذي كان يعرفه شخصياً فثار مرة اخرى مدعياً بأنه حفيد لعلي ومعلناً بأنه يحمي حقوق الفقراء والمضطهدين. وقد وجدت دعوته لتحطيم اغلال العبودية والاتحاد للنضال ضد مالكي العبيد صدى واسعاً لها بين الزنوج العبيد الذين كان العرب يجلبونهم باعداد كبيرة من زنجبار والذين كانوا يعرفون بـ «الزنج» نسبة إلى ذلك المكان ولهذا سميت انتفاضتهم بأسم : حرب «الزنج».
ولم يلبث ان تجمع حول هذا الحفيد المزعوم لعلي الذي اطلق عليه لقب ينأي عن المدح هو «الخبيث» آلاف العصاة من العبيد السود انضمت اليهم حشود من البدو القساة على امل النهب. وقد هذا الخليط من الاقوام
__________________
(١) لم تكن حركة الزنج في سبيل العلويين بل ان قائدها ادعى النسب العلوي. (المترجم).