باجمعه على ضواحي البصرة فخربها وحرر العبيد بعد ان قتل مالكيهم في كل مكان وصل اليه. اما المدينة نفسها فقد تخلصت في هذه المرة من العصاة بفضل تكاتف السكان والحامية سوية.
وعند ذلك وجه الخليفة المهتدي الذي كان قد ارتقى سدة الخلافة لتوه ضد العبيد جيشاً كبيراً بقيادة التركي جعلان ، غير ان قائد الزنج استطاع بعد سلسلة من المعارك ان يحطم القوات الحكومية فانساح العبيد الذين شجعهم هذا النجاح كالحمم البركانية الماحقة في جنوب العراق باجمعه فاستولوا على بلدة ابي الخطيب الغنية والتي تقع على قناة تحمل الاسم نفسه وتتفرع من شط العرب ثم خربوا الآبلة وعبدان تخريباً تاماً وعندما لم يصادف مقاومة تذكر توغلوا في عربستان واستولوا على عاصمتها الاحواز.
لقد كان نجاح الزنج هذا مثار قلق شديد في بغداد فأرسل من هناك ضدهم جيش جديد بقيادة سعيد بن صالح. ولقد اسعد الحظ هذا القائد فاستطاع ان يشتت شمل فصيل متقدم منهم بل والانتصار في عدة اشتباكات جرت مع زهرة قواتهم لكن هجوماً ليلياً مفاجئاً قام به الزنج وضع نهاية للنجاحات اللاحقة لقائد الخليفة هذا وقضى على معسكره قضاءً تاماً. لقد باءت كل الجهود التي بذلها الخليفة لكسر شوكة العصاة بالفشل لان علي بن ابان وكان مساعداً لل «خبيث» كان يتمكن على دوام من تحطيم جميع القوات التي ترسل للقضاء على الزنج. وهكذا اصبح العبيد المتمردون اسياد الموقف في جنوب العراق فأخذوا يفكرون بالاستيلاء على البصرة التي استطاعت حتى ذلك الوقت مواصلة الدفاع عن استقلالها عنهم بنجاح. ولكن في بداية ايلول عام ٨٧١م انقض الزنج على البصرة واستولوا عليها. لقد استباح العبيد وهم في فورة حماسهم المدينة التي دافعت عن نفسها بعناد وتذكر الاخبار بان ما يقرب من خمسة عشر