الف دار ومائتي مسجد قد سويت بالارض بالاضافة إلى الاهالي السيئي الحظ الذين ذبحوا بوحشية والاسواق والحوانيت التي نهبت نهباً تاماً.
لقد هز سقوط البصرة الخليفة الجديد المعتمد فبادر على الفور إلى ارسال جيش قوي لتحريرها ووضع لقيادته شخصاً يدعى محمد الموّلد. ولقد مني هذا القائد بالفشل التام مثل الذين سبقوه لانه كان على جهل تام بتكتيك الزنج الذين كانوا يفضلون الغارات الليلية المفاجئة والانسحاب السريع في حالة الفشل إلى مراكزها المحصنة التي تحيطها القنوات وفروع الانهر من جميع الجهات. فسارع الخليفة إلى تنصب اخيه الشقيق الموفق على رأس الجيش. وقد اظهر الموفق حزماً ونشاطاً رائعين حينما أشاع الضبط الصارم بين القوات المرتزقة من الترك بعد ان كان التحلل وعدم الضبط قد تفشى بها. وقد برر الموفق توقعات الخليفة والحق بجيش الزنج الذي كان يقوده شخص يدعى يحيى بن محمد البحراني هزيمة ساحقة واسر يحيى هذا وأرسله إلى بغداد. لكن تفشى الطاعون في صفوف قوات الحكومة أجبر الموفق على ايقاف العمليات العسكرية والعودة إلى بغداد.
وفي هذا الثناء ساء وضع الحكومة في صراعها مع الزنج بسبب ظهور عدو جديد لها هو مؤسس سلالة الصفاريين يعقوب بن الليث الذي كان اصله من سجستان حيث كان في اول امره نحاساً بسيطاً كما يشير إلى ذلك لقبه «الصفار». لقد استطاع يعقوب هذا حتى هذا الوقت ان يستولي على قسم كبير من فارس الشرقية ومن ثم يمم شطر بغداد للاستيلاء عليها. وهكذا تحتم على الموقف ان يحشد في العاصمة جميع القوات المتوفرة لديه بما فيها القوات العاملة ضد الزنج لصد الفرس المهاجمين (١). وبعد ان
__________________
(١) Maicolm, Op.Cit. T. ١ P. ٤١٧ FF