الفقر الشديد الذي وصلوا إليه بسبب الضرائب الكثيرة والابتزازات إلى الغضب في نهاية الامر على واليهم. ولقد كانت هذه الحقيقة لمصلحة البريدي لدرجة لا يمكن ان نتصور افضل منها ولم يبطئ هو من جانبه في استغلالها فتحرك مع قواته نحو البصرة وطرد منها ابن يزداد والحق الولاية بممتلكاته.
ولم يشبع امتلاك عربستان واخضاع البصرة طموح ابي عبد الله الذي كان كل نجاح يشجعه على احتلال مناطق جديدة. ولقد اعتبر البريدي نفسه على درجة من القوة تكفي للاستيلاء على بغداد نفسها فقام يتجريد حملة للاستيلاء على عاصمة الخلافة غير ان القائد الاعلى لقوات الخليفة التركية بجكم تمكن من التغلب عليه ومنعه في هذه المرة من الاستيلاء على بغداد. ومع ذلك لم يدفع هذا الفشل البريدي إلى التخلي عن خططه التوسعية فجمع في السنة التالية (سنة ٩٣٩ م) جيشاً جديداً وتحرك به مرة اخرى نحو بجكم الذي فضل في هذا المرة ان يعقد معه صلحاً تنازل له بموجبه عن واسط. وعندما توفي بجكم بعد سنتين في صدام مع الاكراد نفذ البريدي رغبته الكامنة واحتل بغداد ولكنه لم يستطيع ان يحتفظ بها طويلاً بسبب عدم امتلاكه ما يكفى من النقود للصرف على جيشه. وفي السنة التالية (سنة ٩٤٢ م) اعاد اخو أبي عبد الله الذي يدعى ابا الحسن الكرة بعزو بغداد وقد ساعده الحظ في التغلب على قوات امير الامراء محمد بن رائق فطرده من العاصمة وطرد معه الخليفة المتقى ايضاً.
وضع البويهيون نهاية لنجاحات البريديين المقبلة. وكان هؤلاء ينتمون في اصلهم إلى الديلم وهم احدى القبائل الجبلة التي كانت تقطن على الساحل الجنوبي لبحر قزوين. لقد كان ابو شجاع بوية مؤسسن السلالة التي عرفت بأسم البويهيين زعيماً متميزاً بالشجاعة لهذا الاقوام الجبلية