الجديد صنيعة معز الدولة في قبضة هذا الاخير تماماً. وأسرع معز الدولة باخبار جميع العالم الاسلامي بكل ذلك واتخذ لنفسه لقباً فخماً هو «سلطان» الامر الذي اريد له ان يشير إلى ان السلطة العليا في جميع الاراضي التي كانت ما تزال ضمن الخلافة قد تركزت في يده. وهكذا لم يبق للخليفة الا لقب «خليفة رسول الله». وغالباً ما كان الخليفة يعاني من الحاجة الملحة خصوصاً بعد ان قطع الراتب الذي خصصه له الأمير البويهي وتحتم عليه الاكتفاء بالإيراد المتواضع الذي كانت تدره عليه بضع ضياع وضعت تحت تصرفه.
بعد ان رسخ معز الدولة قدمه في بغداد اخذ بتوجيه سلاحه ضد جيرانه فاخضع في اول الامر حكام الموصل من الاسرة الحمدانية العربية ثم وجه همه لاخضاع جنوب العراق والبصرة حيث كان يحكم خلفاء البريديين. وقد ابدي البريديون للبويهيين مقاومة عنيفة وحققوا في البداية بعض النجاح غير ان احمد بن ابي شجاع استولى على البصرة بعد ان تغلب في عام ٩٤٧م نهائياً على اخى البريديين وكان اسمه ابو القاسم الذي هرب إلى القرامطة في الاحساء. وهكذا توحد العراق كله تحت سلطة معز الدولة.
كان معز الدولة شأنه في ذلك شأن افراد الاسرة البويهية الاخرين شيعياً حقيقياً ومدافعاً غيوراً عن مشاركيه في العقيدة وحامياً لهم. وقد ازداد عدد هؤلاء في عاصمة الخلافة نفسها بشكل كبير منذ ان اصبحت قوات الخلافة المرتزقة تضم بين صفوفها ابناء القبيلة التي ينتمي اليها البويهيون وهم الديلم الجبليون الذين كانوا يقطنون في المناطق المتاخمة لقزوين وما كان بامكان الوضع الصعب الذي كان الشيعة يعانونه تحت سلطة العباسيين ، الا ان يثير لدى معز الدولة الرغبة في اظهار قوة ونفوذ التشيع.