البويهيين الشيعة. هذا بالاضافة إلى ان الصدامات الداخلية المتواصلة والمنازعات المستديمة بين أمير الامراء والوزراء وقادة مرتزقة الخليفة الترك ثم فقدان الهدوء والنظام في البلاد حيث كانت عصابات البدو تقطع الطريق عند ابواب العاصمة نفسها ، شددت من رغبة الخليفة في ان ينفض عن كاهله بسرعة نير السلاطين الشيعة على امل ان تحل اوقات افضل في عهد الاتراك السنة. ولهذا يصبح مفهوماً الفرح الذي اصاب الخليفة المنكود وهو يعطي موافقته لطغرل بك على دخول العاصمة ، فدخلها هذا بشكل احتفالي في ١٥ كانون الاول عام ١٠٥٥ م. وقد تحققت امال خليفة رسول الله لدرجة ملحوظة ذلك ان طغرل بك لم يحسن الوضع المادي للخليفة فحسب وانما حاول بوجه عام ان يزيد من احترام الناس له ومن اجل ذلك لم يكن هو نفسه يرفض ان يقدم للخليفة التبجيل الواجب في الظاهر. وهكذا نجده يتسلم مرسوم تعيينه بمنصب السلطان من الخليفة وهو راكع بعد ان قبل الارض بين يديه (١) كان هذا في الظاهر اما في حقيقة الامر فان كل شيء ظل كالسابق طبعاً فالخليفة لم يكن يتمتع باي شكل من اشكال السلطة التي كانت تتركز باكملها في ايدي السلجوقي الخاضع في الظاهر وذي السطوة الكلية في حقيقة الامر.
لم يصدف طغرل بك الذي رسخت قدمه بغداد صعوبة تذكر في التخلص من الملك الرحيم البويهي الذي القى عليه القبض وحبس في احدى القلاع ولم تلبث السلالة البويهي الذي القى عليه القبض وحبس في احدى القلاع ولم تلبث السلالة البويهية ان انتهت بانتهائه. وبعد ان تخلص طغرل بك من هذا العدو نام على اكاليل الغار وظل في بغداد متبطلاً دون عمل الامر الذي قرر البساسيري وكان وزيراً طموحاً وقائداً عسكرياً لاخر
__________________
(١) Malcolm, Op. Cit. T. II, P. ٦٣.