على قبائل الغز خرجت من سهوب قرغيزيا وأخذت تنتقل في المنطقة الواقعة في الحوض الاسفل لنهر ياقسرت. وقد ظهرت اول اورطات السلاجفة في خرسان عام ١٠٢٩م عندما تعرضوا لضغط السلطان محمود الغزنوي فانتشروا في فارس كلها بل ودخلوا حتى إلى العراق مخربين جميع المواضع التي وقعت في طريقهم. ولم تكن هذه الموجة الاولى من الاقوام التركية التي انساحت في ممتلكات البويهيين وبسبب الكثير من الاضرار للدولة التي كانت ، حتى بدون ذلك تعاني الكثير بسبب المنازعات والخلافات الداخلية ، الا نذيراً فقط للعاصفة الحربية التي هبت من الشرق متمثلة بأحفاد سلجوق وهم طغرل بك وابراهيم ينال وجغري بيك.
وقد استولى هؤلاء الثلاثة في المدة الواقعة بين عامي ١٠٣٦م و ١٠٥٦م على جميع الاقطار الممتدة من خوارزم أو خيوه حتى حدود اسيا الصغرى مستغلين تضاؤل قوة السلطة الغزنوية في عهد خلفاء السلطان محمود والتدهور التام الذي حل بفارس والعراق تحت حكم الاسرة البويهية التي كانت سائرة نحو الاضمحلال. ففي ١٠٥٤ - ١٠٥٥م اصطدم طغرل بك مع امير أمراء بغداد انذاك خسرو فيروز البويهي الذي كان يلقب بالملك الرحيم من أجل السيطرة على عربستان. وقد قام خسرو هذا السلجوقي باصرار بقوى جديدة على الرغم من اندحاره في عدة معارك كان يجدد النضال باصرار بقوى جديدة في كل مرة. عند ذلك قرر طغرل بك التغلب على خصمه بطريق اخر فتوجه إلى اذربيجان واحتلها على الفور ثم هبط من هناك نحو بغداد مباشرة.
وكان قد تكوّن في عاصمة الخلافة حتى هذا الوقت وضع ملائم جداً للسلاجقة فالخليفة القائم لم يستطيع الا ان يعتبر طغرل بك الذي يشاركه في المعتقد حيث ينتمي الاثنان إلى المذهب السني منقذاً له من