سبباً لخلافات لانهاية لها ومنازعات داخلية دامية.
كانت منازعات البويهيين العائلية مصدراً جديداً للكوارث التي كان يعانيها سكان العراق المنكود ذلك ان بغداد عاصمة العباسيين الذين كانوا يعيشون فيها عيشة مهينة اصبحت على الدوام تفاحة النزاع تنتقل ومعها البصرة من يد إلى اخرى. النقطة المضيئة الوحيدة في حياة العراق القائمة كانت تحت حكم عضد الدولة وهو ابن اخ معز الدولة الذي حصل من الخليفة على لقب «شاهنشاه» أي «ملك الملوك» فقد استطاع هذا الحاكم الهمام ان يوحد تحت سلطته جميع الممتلكات البويهية تقريباً فاعطى لهذه المنطقة في فترة حكمه القصيرة التي امتدة بين ٩٧٧ - ٩٨٣م فرصة لان تستريح من الحروب والمنازعات الداخلية المستديمة. وقد استغل عضيد الدولة فترة الهدوء هذه لتحسين حالة العراق الذي كان الخراب قد حاق به كلية وذلك بإحياء المدن شبه الخربة وصلاح القنوات المهملة والمطمورة. واهتم باعتباره شيعياً بتعمير ضريح علي (ع) في النجف وضريح الحسين في كربلاء (١).
وقد اقتدى عضد الدولة باسلافه فقسم ممتلكاته قبل ان يتوفى بين ابنائه الثلاثة فعرض بذلك الدولة البويهية مرة اخرى إلى الفوضى ذلك ان ورثته لم يلبثوا ان جددوا نزاعهم الداخلي على الفور. وقد اضعفت الحرب بين خلفاء عضد الدولة التي كان الاخ فيها يقتل اخاه والتي لم تتوقف منذ ذلك الوقت ولمدة ثلاثة ارباع القرن تقريباً السلالة البويهية بحيث لم يواجه السلاجقة صعوبة تذكر في انهاء وجود تلك السلالة في العراق.
لقد اطلق اسم السلاجفة وهو مشتق من اسم القائد سلجوق بن دقاق
__________________
(١) Malcolm, Op. Cit. T. I, P. ٤٥٤.