والصفات الايجابية الاخرى التي تميز بها ممثلون منفردون لها ، لم تنجب أي حاكم يمتلك موهبة الاداري الحقيقي المؤهل لاقامة نظام حكومي ارسخ واشاعة النظام والهدوء الواجب في البلد.
لم يكن عهد الاق قونيلو راسخاً ولم يستمر طويلاً شأنه في ذلك شأن سلالة اقربائهم القره قونيلو الذين قام هذا العهد على انتفاض دولتهم. وقد بلغ اوزون حسن بقواه ولم يتبين القوة الحقيقية للسلطان العثماني محمد الثاني الفاتح فدخل معه في صراع من اجل السيطرة على قرمانيا. فكان ذلك خطاً مشؤوماً ارتكبه اوزون حسن ذلك ان الاندحار الذي اصابه في ترجين عام ١٤٧٢م على يد القوات العثمانية كان في الوقت نفسه انهياراً لقوته السياسية.
وبعد موت اوزون حسن عام ١٤٧٨م بدأ النزاع الداخلي المعتاد بين ورثته الذين كان كل منهم يسعى لان يستحوذ على العرش فكانوا بذلك يقوضون اكثر فاكثر دعائم الدولة التي اسسها اوزون حسن. وهكذا تحول العراق مرة اخرى إلى مسرح لاشتباكات دموية كانت السلطة ، في هذه المنطقة التي شاع فيها الخراب في النهاية خلالها ، تنتقل من يد إلى يد اخرى إلى ان انتهت هذه الفوضى على يد جارٍ قوي جديد (١).
لقد استطاعت فارس المجاورة حتى هذا الوقت ان تتوحد على يد اسماعيل شاه مؤسس السلالة الصفوية. وكان حاكم ايران الجديد هذا حفيداً مباشراً من ناحية الام لاوزون حسن الامر الذي وفر له حجة للتدخل في الصراع الذي نشب بين خلف هذا الاخير وقد استطاع الشاه اسماعيل ان يتغلب على اثنين من احفاد خال ابيه بالتعاقب هما الوند ومراد فاحتل
__________________
(١) Malcolm, Op. Cit. T. II, p. ٢٥٨.