واخضاع جميع الجزء الغربي من فارس تقريباً لسلطته. وقد ادى انشغاله بهذا التوسع إلى ان يهمل جاراً خطراً كان يتمثل بقبيلة تركمانية اخرى هي أق قونيلو (الخروف الابيض) التي كانت قد خرجت من تركستان في نفس الوقت الذي خرج فيه اقرباؤها من القره قونيلو واستقر على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة بين آمد وسيواس. وكانت العلاقات بين القبيلتين تتوتر اكثر فاكثر بمقدار ما كانت قبيلة القره قونيلو تتنامى إلى ان وصلت إلى مرحلة العداء الصريح. وقد استمرت الصراع بين الاثنين سجالاً لفترة طويلة إلى ان انهي لصالح القرة قونيلو عندما اندحر زعيم الاق قونيلو واسمه ايلك (١) وقتل في معركة حاسمة وقعت بين الطرفين عام ١٤٣٥ م. لكن حفيد ايلك هذا واسمه اوزون حسن أو حسن الطويل استطاع في ١٤٤٩ م ان يوحد تحت سلطته جميع قبائل الاق قونيلو المتفرقة فوضع بذلك بداية لارتفاع شأن قبيلته التي لم تلعب حتى ذلك الوقت أي دور تاريخي.
لقد استقل اوزون حسن انشغال جهان شاه بن قره يوسف في الشرق باستعادة ممتلكات التيموريين وبدأ يستجمع قواه بالتدريج إلى ان زادت قوته إلى درجة التي اصبح فيها مؤهلاً للصراع المكشوف مع جهان شاه. وقد اندحر هذا الاخير في نهاية الامر وقتل في معركة حاسمة جرت بينه وبين خصمه المحظوظ مما ادى إلى ان تنتقل جميع ممتلكات القره قونيلو الواسعة إلى اوزون حسن الواحدة بعد الاخرة. وكان العراق من اوائل المناطق التي خضعت للآق قونيلو. ولم تكن هذه المنطقة التي عانت الكثي لتأمل عن طريق استبدال صاحبها على هذا النحو في تحسين احوالها ذلك ان اياً من السلالتين التركمانيتين القره قونيلو والاق قونيلو ، مع كل الشجاعة
__________________
(١) أو ايلكونيان. (المترجم).