الدراويش المتصوفين (١).
لقد حافظت هذه الطريقة في عهد الثلاثة الذين خلفوا الشيخ اسحق علي طابعها الديني اذ وصل اولئك الثلاثة احياة التقى وصلاح دون ان يضعوا نصب اعينهم اهدافاً سياسية ، ولم تتخذ الطريقة شكل المنظمة العسكرية الا في عهد الشيخ جنيد بن حفيد صفي الدين. لقد استند جنيد هذا على مساعدة زعيم الاق قونيلو القوي اوزون حسن وكان جنيد قد تزوج من اخته ، ففكر في توسيع ممتلكاته على حساب امراء شيروان المجاورة له غير ان هذه المحاولة كلفتة حياته. واصاب المصير نفسه ابنه الشيخ حيدر لكن الشيخ اسماعيل الذي خلف هذا الاخير كان اوفر حظاً من ابيه وجده في طموحه إلى السلطة الزمنية.
لقد استطاع اسماعيل ان يرتقي ذروة القوة والمجد بالاستناد على جيش الجنود ـ الدراويش الذي اسسه الشيخ جنيد والذي كان يعرف باسم قزلباش أي ذوي الرؤوس الحمراء نسبة إلى غطاء الرأس الذي كانوا يستعملونه وكان عبارة عن عمامة بيضاء ملفوفة حول قلنسوة حمراء. وقد ساعد اضمحلال الدولة الواسعة التي اسسها اوزون حسن وكان قد بدأ حوالي ذلك الوقت ، إلى درجة كبيرة على ان يحقق اسماعيل خططه الطموحة بهذا الشكل الباهر. فهو لم يلبث ان بدأ يتدخل في المنازعات التي قامت بين ذرية مؤسس سلطة الاق قوينلو مدفوعاً إلى ذلك بطمعه في وراثة اوزون حسن الذي كان جداً مباشراً له من ناحية الام من جهة ، ومن الجهة الاخرى رغبته في الثأر لوالده الذي قتل في اشتباك مع خان شيروان نتيجة الخيانة صهره يعقوب مرزا ابن اوزون حسن. وبعد ان انتقم اسماعيل
__________________
(١) Gotha, ١٩٠٩) T. II, S. ٢٥١ FF.) N. Jorga. Geschichte des Osmanischen Reiches.