الذي اقيم عند رفات الامام موسى الكاظم جد (١) الشاه اسماعيل. لقد تأتت ضرورة الاستيلاء على العراق في رأي الشاه من حقيقة ان هذه المنطقة كانت في عهد الساسانيين تحت سيطرة الدولة العباسية طيلة اربعة قرون. ولهذا اصبح الاستيلاء على بغداد التي تقع بالغرب منها مدن الشيعة المقدسة المذكورة اعلاه بالنسبة إلى الشاه اسماعيل قضية تحتمها العزة القومية والضرورة الدينية. لكن الاهتمام بتقوية سلطته في الدولة الجديدة وضرورة المحافظة على امن حدودها من خطر جيرانها كانت تجذب الشاه باستمرار عن تحقيق هذه المهمة ولهذا فانه لم يتمكن من طرد السلطان مراد آخر ذرية اوزون حسن من بغداد نهائياً الا في ١٥٠٨ م فعين في عاصمة العباسيين السابقة احد طواشييه والياً فارسياً هناك ولقبه بـ (خليفة الخلفاء) (٢).
وفي حوالي ذلك الوقت استولى الشاه اسماعيل على اجزاء من ارمينيا وعلى جميع ما بين النهرين تقريباً فاستطاع بذلك ان يقدم حدود فارس الغربية بعيداً في اعماق اسيا الصغرى. وادى ذلك بالاضافة إلى تعاظم قوة الشاه ولاسيما بعد انتصاره على الازيك جيرانه من ناحية الشرق واستيلائه منهم على خرسان ، إلى ان تصطدم الدولة الفارسية بدولة اسلامية
__________________
(١) يدعى اسماعيل الصفوي بان نسبه يرجع إلى الامام موسى الكاظم غير ان ذلك غير ثابت تاريخياً ، كما ان العديد من المؤرخين ومنهم من عاصره وكتب عنه الكثير لم يشر إلى ان نسبه علوي. انظر : حسين محمد القهواني ، العراق بين الاحتلالين العثمانيين الاول والثاني ١٥٣٤ ـ ١٦٢٨ م (٩٤١ ـ ١٠٤٨ هـ) ، دراسة في الاحوال السياسية والاقتصادية ، رسالة ماجستير غير منشورة بغداد ١٩٧٥ ص ٢٩ هامش ١. (المترجم).
(٢) de Hammer, Op. cit. T. ١, P. ٤١٠.