اخرى كانت قد اخذت بالنهوض والتوسع في الجزء الغربي من آسيا الصغرى في نفس الوقت الذي قامت فيه الدولة الفارسية ونعني امبراطورية العصمانيين.
كان الاتراك العصمانيون الذين تحول اسمهم عند الكتاب الاوروبيين بسبب خطئهم إلى عثمانيين اقرباء للسلاجقة ينتمون مثلهم إلى الغز ، وهم من قبيلة سليمان شاه الذي اضطر تحت ضغط المغولية إلى الخروج من خراسان في بداية القرن الثالث عشر واستقر في ضواحي اذربيجان. ولم يظهر العثمانيون على مسرح التاريخ الاّ بعد سقوط دولة سلاجفة اسيا الصغرى التي كانت قد ترسخت في قونية في نهاية القرن الحادي عشر واستطاعت ان تمد سلطانها إلى اغلب اجزاء اسيا الصغرى ثم سقطت تحت ضربات المغول في نهاية القرن الثالث عشر وقد منح علاء الدين الثالث اخر سلاطين تلك الدولة السلجوقية لارطغرل بن سليمان شاه الذي سبق ذكره منطقة اسكي شهر اقطاعاً له كمكافأة على مشاركته في حملات السلطان العسكري ، ولهذا يمكن اعتبار منطقة اسكي شهر هذه مهداً للقوة العثمانية (١). وقد ازدادت الممتلكات الاقطاعية لهذه الاسرة في عهد عثمان بن ارطغرل (توفي في ١٣٢٥) الذي سمي الاتراك بالعثمانيين نسبة اليه وفي عهد حفيد ارطغرل اورخان (توفي في ١٣٥٩) وذلك بالاستيلاء علي بروسة واسنيك (نيقيا) واسمد (نيقوميديا) ، لكن الاندحار الذي اصاب السلطان بايزيد الاول على يد تيمورلنك عند انقرة في ١٤٠٢ م اعاق تنامي الامبراطورية العثمانية موقتاً غير ان ارتفاع شان العثمانيين في عهد خلفاء هذا الاخير جرى بوتائر سريعة حتى ان السلطان محمد الثاني الفاتح وهو
__________________
(١) FF. ٨٧ Odysseus, Tukey in Euzope, (London, ١٩٠٠), P.