البرتغاليين فكان ذلك بالاضافة إلى فشل سياسته تجاه الهند ومصاعب الصراع في البحر الاحمر دافعاً اضطر خلفاء سليمان إلى التخلي لاحقاً عن القيام بفعاليات نشطة ضدّ اولئك البحارة.
وما كان بالامكان الا ان تنعكس الاخفاقات التي اصابت قبودان باشا البصرة في الصراع ضد الاسطول البرتغالي سلبياً على اوضاع الدولة العثمانية في جنوب العراق حيث ادت إلى انتعاش الرغبة في الاستقلال لدى القبائل العربية هناك فهذه القبائل مافتئت منذ عهد الشيخين صدقة ودبيس اللذين اقاما في القرن الثاني عشر دولة عربية قوية في الحلة الواقعة على الفرات ، يراودها الامل في تحرير العراق من النير الاجنبي وترسخ السيادة العربية فيه. وجاءت الحرب التي بدأتها الدولة العثمانية ضد فارس في ١٥٤٨ وحجتها في ذلك مساعدة شقيق الشاه الفارسي طهماسب الامير القاص مرزا الذي كان يبحث عن الاسناد والحماية لدى السلطان سليمان فساعدت على انتعاش الامال العربية بدرجة ملحوظة. وهكذا اخذ الشيخ العربي الذي يعرف لدى المؤرخين الاتراك باسم عليان عكله يعمل للاعداد لانتفاضة عامة يقوم بها عرب جنوب العراق. فقام لهذا الغرض بتوحيد جميع القبائل التي كانت تنتقل على طول مجرى الفرات الاسفل في ضواحي البصرة نفسها تحت سلطته. غير انه لم يستطيع ان ينفذ خطته لان الاتراك استطاعوا ان يتداركوا الانتفاضة في الوقت المناسب من جهة ، ولان الامال بالحصول على المساعدة من فارس التي عقدت مع الدولة العثمانية في ١٥٥٥م في اماسية اول معاهدة صلح انهارت من الجهة الاخرى. وهكذا اضطر الشيخ عليان عكله إلى الهرب طلباً للنجاة إلى الجزيرة العربية حيث استطاع بعد اسفار طويلة ان يجد ملجأ له في اليمن وان يحصل على مساعدات بالنقود والرجال والاسلحة من شيخها المطهر