وقيل : بعده (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّقُوا اللهَ ، الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) :
بالخفض ، وهو قولهم : أسألك بالله وبالرّحم.
وبالفتح ، قرأه القرّاء والمفسّرون. ومعناه : اتّقوا الله أن تعصوه ، واتّقوا الأرحام أن تقطعوها.
وهذه الآية خطاب لجميع المكلّفين ، ووعظ وزجر من ارتكاب المعاصي وقطيعة الأرحام. وأراد بذلك : (٢) الوصيّة بالأولاد والوالدين والإخوة ؛ من الذّكور والإناث والأقارب الضّعفاء. فأعلمهم ـ سبحانه ـ أنّهم من نفس واحدة ، ليكون ذلك أدعى للزوم حدوده (٣) وأوامره في توريثهم (٤) وصلتهم (٥) والتّعطّف عليهم والرّحمة
__________________
عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ من أيّ شيء خلق الله حوّاء؟ فقال : أيّ شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت : يقولون : إنّ الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم ، فقال : كذبوا أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت : جعلت فداك يا ابن رسول الله من أىّ شيء خلقها؟ فقال أخبرني أبي عن آبائه قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ فخلق منها آدم وفضلّت فضلة من الطين فخلق منها حواء. تفسير العيّاشي ١ / ٢١٦ ، ح ٧+ وعنه البرهان ١ / ٣٣٦ ، ح ١٠ ونور الثقلين ١ / ٤٢٩ ، ح ٦ والصافي ١ / ٣٢٥ وورد مؤادّة في العلل / ٤٧١ ، ضمن حديث ٣٣ عنه عليه السّلام وص ٥١٢ ضمن حديث ١ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعنهما كنز الدقائق ٣ / ٣١٢ و ٣١٣ ونور الثقلين ١ / ٤٣٣ ح ١٤ وص ٤٣٤ ح ١٥ والصافي ١ / ٣٢٥.
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) ليس في د.
(٣) أ ، د : للّزوم وحدوده.
(٤) ج : تورّثهم.
(٥) أ : صلاتهم.