وقال بعض المفسّرين : إنّما خصّ ـ سبحانه ـ بذلك ولد الصّلب ، خوفا من اشتباه ذلك بالمتبنّى ؛ كزيد بن حارثة ، مولى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ. فإنّهم كانوا في الجاهليّة يقولون للنّبيّ ـ عليه السّلام ـ : با أبا زيد. فنهاهم الله ـ تعالى ـ عن ذلك وأدّبهم ، فقال ـ سبحانه ـ : «ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين» ؛ أي : قولوا : يا رسول الله! يا خاتم النّبيّين! يا أبا القاسم. إلى غير ذلك من أسمائه ـ عليه السّلام ـ (١).
و «الحليلة» عندهم : الزّوجة. و «الحليل» : الزّوج.
واختلفوا في (٢) تسميتها بذلك :
فقال (٣) قوم : سمّيا (٤) بذلك ، (٥) لأنّ كلّ واحد منهما يحلّ للآخر. [لأنّه عن عقد صحيح (٦).
وقال قوم : سمّيا بذلك ، لأنّ كلّ واحد منهما يحلّ إزاره للآخر] (٧).
(وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ، إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ). يريد ـ سبحانه ـ : سلف في الجاهليّة. فإنّ ذلك مغفور لكم ، مع الإسلام والتّوبة.
وروي عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : إلّا ما قد سلف في زمان
__________________
(١) التبيان ٣ / ١٥٨ ، تفسير أبي الفتوح ٣ / ٣٥٣.
(٢) ج زيادة : ذلك.
(٣) ج : وقال.
(٤) الظاهر أنّ ما أثبتناه في المتن هو الصواب وفي النسخ : سمّوا.
(٥) ليس في ج.
(٦) تفسير أبي الفتوح ٣ / ٣٥٤.
(٧) ليس في ج.+ تفسير أبي الفتوح ٣ / ٣٥٤.