قيل : إنّ من ملك دارا وزوجة وخادما ، [وكان] (١) عنده ما يحتاج إليه ، فهو ملك (٢).
وقيل : (جَعَلَكُمْ مُلُوكاً) ؛ أي : أحرارا ، بعد أن كنتم عبيدا لفرعون. فأهلكه الله بالغرق وأهلك أصحابه ، وأورثكم ملك مصر مكانه (٣).
وقوله ـ تعالى ـ : (وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) (٢٠) ؛ يعني :
من المنّ والسّلوى ، والحجر الّذي كان معهم في التّيه ، يضربه موسى ـ عليه السّلام ـ بعصاه فيتفجّر منه اثنتا عشرة عينا ، لكلّ سبط منهم عين. وكان ذلك ، حيث شكوا إليه قلّة الماء والعطش في التّيه.
وشكوا إليه ـ أيضا ـ ما كانوا يلقونه من الظّلمة في مسيرهم فيه باللّيل ، إذا غاب القمر. فأنزل الله لهم عودا من السّماء [يضيء لهم] (٤) ، إذا غاب القمر.
وشكوا إليه ـ أيضا ـ ما كان يلقونه من وسخ الثّياب والقمل. فسأل موسى ربّه ـ تعالى ـ في ذلك ، فرفع عنهم الوسخ والقمل. وكان لا يبلى لأحدهم ثوب. كلّ ذلك معجزة لموسى ـ عليه السّلام ـ.
وقوله ـ تعالى ـ : (يا قَوْمِ! ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ، الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) :
__________________
(١) ليس في أ ، ب.
(٢) روى الطبري عن الزبير بن بكار عن أبي ضمرة أنس بن عياض قال : سمعت زيد بن أسلم يقول : وجعلكم ملوكا فلا أعلم إلّا أنّه قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : من كان له بيت وخادم فهو ملك. تفسير الطبري ٦ / ١٠٨ و ١٠٩.
(٣) البحر المحيط ٣ / ٤٥٢.
(٤) ليس في ب.