وبصره وأكمل أعضاءه (١).
وقوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) :
السّجود في هذه الآية تكرمة لآدم ، وعبادة لله ـ تعالى.
وقال أبو عليّ : أمروا أن يجعلوه قبله (٢).
وقال غيره : بل تعبّدهم الله ـ تعالى ـ بذلك ؛ كما تعبّدهم بزيارة البيت (٣).
وقوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١). قالَ : ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (١٢) :
روي عن أبي عبد الله ؛ الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال ذات يوم لأبي حنيفة ، [وقد استأذن عليه فلم (٤) يؤذن له ، فدخل عليه (٥) بغير إذن ، فقال له الصّادق ـ عليه السّلام ـ : يا أبا حنيفة] (٦) أخبرت عنك أنّك تقول في الأحكام الشّرعيّة برأيك وعقلك ، وذلك خلاف دين الله [وما أمر بتعبدنا به] (٧). أمّا علمت أنّ (٨) أوّل من قاس إبليس اللّعين ، حيث «قال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٦١٩.
(٢) التبيان ٤ / ٣٥٦.
(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٤) أ : ولم.
(٥) ليس في أ.
(٦) ليس في ب.
(٧) ج ، د ، م : الّذي تعبّدنا به بدل ما بين المعقوفين.
(٨) ليس في ب ، ج.