(قالَ (١) رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ. قالَ لَنْ تَرانِي) و «لن» لنفي الأبد في كلام العرب ، فالرّؤية (٢) على الله ـ تعالى ـ (٣) مستحيلة.
فإن قيل : فإذا كانت مستحيلة ، فكيف سألها موسى ـ عليه السّلام؟
قيل : إنّما سألها لقومه ، لأنّهم طلبوا منه ذلك. فأخبرهم أنّه لا يرى ، فلم يقنعوا منه بذلك. و (٤) طلبوا منه أتتهم (٥) آية على استحالتها ، فسألها لهم. والقرآن ناطق بذلك.
قال الله ـ تعالى ـ لمحمّد (٦) حيث طلبت (٧) منه أحبار اليهود ورؤساؤها كتابا منشورا ، ينزل عليه من السّماء إلى الأرض يقرؤونه. فشقّ على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ذلك ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (٨) عليه : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ ، أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ. فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَقالُوا : أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) (٩).
__________________
(١) ب زيادة : موسى.
(٢) ج ، د : والرّؤية.
(٣) ليس في ب.
(٤) أ زيادة : كلّما.
(٥) من أ.
(٦) ج ، د ، م : لرسوله محمّد (ص) بدل تعالى لمحمّد.+ ب : رسول الله (ص)
(٧) ج ، د ، م : طلب.+ ب : طلبوا.
(٨) ليس في ب.
(٩) ليس في ج ، د ، م.+ الآية في نساء (٤) / ١٥٣.+ تفسير أبي الفتوح ٥ / ٢٧١ و ٢٧٢.+ يأتي آنفا قوله تعالى : (وَلكِنِ انْظُرْ) ....