وروي أبو حمزة الثّماليّ ـ رحمه الله ـ قال : بلغنا أنّهم ثلاثة نفر من الأنصار : أبو لبابة بن عبد المنذر ، وثعلبة بن وديعة ، وأوس بن حزام. تخلّفوا عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في غزاة تبوك ، فندموا على ذلك وأيقنوا بالهلاك ، وشدّوا (١) أنفسهم في سواري مسجد النّبيّ ـ عليه السّلام ـ وقالوا : لا نحلّ أنفسنا (٢) حتّى (٣) يتوب الله علينا ، ويكون النّبيّ ـ عليه السّلام ـ هو الّذي يحلّنا.
فنزل جبرئيل ـ عليه السّلام ـ على محمّد (٤) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فأخبره بحالهم ، وأنّ الله (٥) قد قبل توبتهم ، وتلا عليه الآية ، وأمره. بحلّهم من السّواري.
فجاء ـ عليه السّلام ـ [بنفسه فحلّهم] (٦) ، وتلا عليهم الآية ، وعرّفهم أنّ الله قد قبل توبتهم (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ، وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)) :
روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ «الصّادقين» هاهنا
__________________
(١) ب : فشدّوا.
(٢) ب : نفوسنا.
(٣) ب زيادة : نموت أو.
(٤) ليس في ب.
(٥) ليس في ج.
(٦) ليس في ب.
(٧) أنظر : تفسير الطبري ١١ / ١٣ ، تفسير العيّاشي ٢ / ١١٦ ، ح ١٥٣ وعنه البرهان ٢ / ١٦٩ ، ح ٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨))