مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا [ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]) (٣) :
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ؛ أي : كتابه (١) ، وبما جاء به رسوله إليكم من الحكم في ذلك. (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤) :
قال القتيبيّ : يتوهّم من يسمع هذه الآية أنّ المظاهر يريد التّكرار في الظّهار ، وإنّما كانوا في الجاهليّة يطلّقون بالظّهار. فلما جاء الإسلام أرادوا أن يفعلوا مثل ذلك ، فأنزل الله ـ تعالى ـ الآية أنّ حكم الإسلام في الظّهار بخلاف حكم الجاهليّة ، وتلى عليهم الآية (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ؛ يريد : يحادّونه بتعدّي حدوده.
(كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ أي : هلكوا (٣).
وقيل : أذلّوا وغيظوا (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ
__________________
(١) ج ، د ، م : بكتابه.
(٢) البحر المحيط ٨ / ٢٣٣ : وقال قوم المعنى والذين يظهرون من نسائهم في الجاهليّة أي كان الظهار عادتهم ثم يعودون إلى ذلك في الإسلام.
(٣) ج ، د ، م : أهلكوا.
(٤) تفسير الطبري ٢٨ / ٩ من دون نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥) والآية (٦)