وقال الكلبي : قالوا له : اجعل لنا يوما ولهم يوم ، قال : لا أفعل ، قالوا : فاجعل المجلس واحدا وأقبل إلينا وولّ ظهرك عليهم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى الأشعث بن سواد عن إدريس عن عبد الله بن مسعود قال : مرّ الملأ من قريش على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعا لهؤلاء (أَهؤُلاءِ) الذين قال : (مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا) ، أطردهم عنك ، فلعلك إن طردتهم اتبعناك ، فأنزل الله تعالى (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) الآية ، قال : بها قد قالت قريش : لو لا بلال وابن أم عبد لتابعنا محمدا فأنزل الله عزوجل هذه الآية.
وقال عكرمة : جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن أمية ومطعم بن عدي والحرث بن نوفل وقرظة ابن عبد وعمرو بن نوفل في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب لو أن ابن أخيك محمدا يطرد عنه موالينا وحلفاءنا فإنهم عبيدنا كان أعظم في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لاتّباعنا إيّاه. وتصديقنا له فأتى أبو طالب النبي صلىاللهعليهوسلم فحدثه بالذي كتموه ، فقال عمر بن الخطاب رضياللهعنه : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون وإلى ما يصيرون فنزلت من قولهم هذه الآية فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب واعتذر من مقالته.
وقال جبير بن نفيل : إن قريشا أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : أرسلت إلينا فاطرد هؤلاء السقاط عنك فنكون أصحابك فأنزل الله تعالى ، (وَلا تَطْرُدِ) الآية.
قال ابن عباس : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) يعني يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) يعني صلاة الصبح وصلاة العصر ، وذلك إن ناسا من الفقراء كانوا مع النبي صلىاللهعليهوسلم فقال قوم من الأشراف : إذا صلّينا فأخّر هؤلاء وليصلوا خلفنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ) الآية.
وقال حمزة بن عيسى : دخلت على الحسن فقلت له : يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ) آمنوا ، قال : لا ولكنهم المحافظون على الصلوات في الجماعة.
وقال مجاهد : صليت الصبح مع سعيد بن المسيب رضياللهعنه فلما سلّم الإمام ، ابتدر الناس القاص ، فقال سعيد ما أسرع الناس إلى هذا المجلس.
فقال مجاهد : فقلت : يتأوّلون قول الله عزوجل (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) ، فأراد في هذا هو إنما ذلك في الصلاة التي انصرفا عنها الآن ، وقلنا إنهم يذكرون ربهم.
وقال أبو جعفر : يعني يقرءون القرآن (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) جواب لقوله (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ