أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (١) فأيّكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلّات الفتن.
حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يكون من ناس من أصحابي إساءة يغفرها الله لهم بصحبتهم إياي يستنّ بهم فيها ناس يعذبهم فيدخلهم الله بها النار» [٢٢٧] (٢).
يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا تقوم الساعة حتّى تأتي فتنة [عمياء مظلمة] المضطجع فيها خير من الجالس والجالس فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي» (٣).
فقال رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله إن أدركتني [وأنا مضطجع] قال : «فامش».
قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا أمشي. قال «ارقد» قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا راقد فأجلس. قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا جالس.
قال : «فقل هكذا بيدك ، وضم يديه الى جسده ، حتّى تكون عند الله المظلوم ولا تكون عند الله الظالم» [٢٢٨].
عن زيد بن أبي زياد عن زيد بن الأصم عن حذيفة قال : أتتكم فتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها كل شجاع بطل وكل راكب موضع وكل خطيب مشفع (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) في العدد (مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) أرض مكّة في عنفوان الإسلام (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ) يذهب بكم (النَّاسُ) كفّار مكّة ، وقال وهب : فارس والروم (فَآواكُمْ) إلى المدينة (وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) يوم بدر أيديكم بالانتصار وأمدّكم بالملائكة (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعني الغنائم أجالها لكم ولم يجلها لأحد قبلكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
قال قتادة : كان هذا الحي من العرب أذلّ الناس ذلّا وأشقاهم عيشا وأجوعهم بطنا وأغراهم جلودا وآمنهم ضلالا ، من عاش منهم عاش شقيا ومن مات منهم ردى في النار معكوبين على رأس الحجرين الأشدين فارس والروم.
يؤكلون ولا يأكلون وما في بلادهم شيء عليه يحسدون ، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا شر منزلا منهم حتّى جاء الله عزوجل بالإسلام فمكن في البلاد ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس.
__________________
(١) سورة الأنفال : ٢٨.
(٢) مجمع الزوائد : ٧ / ٢٣٤.
(٣) إلى هنا في مسند أحمد : ٥ / ٣٩.