الراء فيهما عطفا على موضع المثقال فبرّر دخول من ، وقرأ الباقون بفتح الراء عطفا على الذرة ولا مثقال أصغر وأكبر (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) بمعنى اللوح المحفوظ.
(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤) وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٦٦) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧) قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٨) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ثم وصفهم فقال (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) قال ابن زيد : فلن يقبل الإيمان إلّا بالتقوى ، واختلفوا فيمن يستحق هذا الاسم.
فروى سعيد بن جبير عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه سئل عن أولياء الله تعالى فقال : «هم الذين يذكر الله لرؤيتهم» (١).
وقال عمر رضياللهعنه في هذه الآية : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بإيمانهم عند الله تعالى ، قالوا : يا رسول الله خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبّهم؟ قال : هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام منهم ولا أموال يتعاطونها ، والله ان وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [٨٢] (٢).
قال علي بن أبي طالب رضياللهعنه : أولياء الله قوم صفر الوجوه من السهر [عمش] العيون من العبر خمص البطون من الخواء (٣) يبس الشفاه من الذوي (٤).
__________________
(١) تفسير الطبري : ١١ / ١٧٠.
(٢) الصحاح : ٣ / ١١٠٠.
(٣) في نهج البلاغة وتفسير القرطبي : الجوع.
(٤) الذوي : من لا يصيبه ريه ، أو يضر به الحر فيذبل يقال : أذواه العطش ، وفي تاريخ دمشق : من الظمأ ، وفي نهج البلاغة : من الدعاء.