عكرمة : (الْمُسْتَقْدِمِينَ) : من خلق ، و (الْمُسْتَأْخِرِينَ) : من لم يخلق ، قد علم من خلق إلى اليوم وقد علم من هو خالقه بعد اليوم.
قتادة : المستقدمون : من مضى ، والمستأخرون : من بقي في أصلاب الرجال.
الشعبي : من استقدم في أول الخلق ، ومن استأخر في آخر الخلق.
مجاهد : المستقدمون : القرون الاولى ، والمستأخرون : أمة محمّد صلىاللهعليهوسلم.
الحسن : المستقدمون بالطاعة والخير ، والمستأخرون المبطئون عن الطاعة والخير.
وقيل : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ) في الصفوف في الصلاة ، و (الْمُسْتَأْخِرِينَ) فيها بسبب النساء.
وروى أبو الجوزاء وابن أبي طلحة عن ابن عبّاس قال : كانت النساء يخرجن إلى الجماعات فيقوم الرجال صفوفا [خلف] النبي صلىاللهعليهوسلم والنساء صفوفا خلف صفوف الرجال ، وربما كان في الرجال من في قلبه ريبة فيتأخر إلى الصف الأخير من صفوف الرجال ، وربما كان في النساء من في قلبها ريبة فتتقدّم إلى أول صف النساء لتقرب من الرجال ، وكانت امرأة من أحسن الناس لا والله ما رأيت مثلها قط ، تصلي خلف النبي صلىاللهعليهوسلم وكان بعض الناس ويتقدّم في الصف الأوّل لئلا يراها ، ويستأخر بعضهم حتّى يكون في الصف المؤخر ، فإذا ركع وسجد نظر إليها من تحت يديه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «خير صفوف الرجال أوّلها وشرّها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرّها أولها» (١).
وقال الربيع بن أنس : حضّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الصف الأوّل في الصلاة فازدحم الناس عليه ، وكانت بنو عذرة دورهم قاصية عن المسجد. فقالوا : نبيع دورنا ونشتري دورا قريبة من المسجد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وفيهم نزلت : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) (٢).
الأوزاعي : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ) يعني المصلين في أوّل الأوقات ، (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) يعني المؤخرين صلاتهم إلى آخر الأوقات.
مقاتل بن حيان : يعني المستقدمين والمستأخرين في صف القتال. ابن عيينة : يعني من يسلم ومن لا يسلم.
__________________
(١) مسند أحمد : ٢ / ٢٤٧ ، صحيح مسلم : ٢ / ٣٢.
(٢) سورة يس : ١٢.