قال محمّد بن كعب : إن رجل منهم كان مع أهله في فراشه وقد صار حجرين ، وإن المرأة منهم لقائمة تختبز وقد صارت حجرا ، وإن المرأة منهم لفي الحمام وإنها تصير حجرا.
فقال عمر : كيف يكون الفقه إلّا هكذا ثمّ دعا بخريطة فيها أشياء مما كانت أصيبت لعبد العزيز بن مروان بمصر حين كان عليها من بقايا آل فرعون فأخرج منها البيضة مشقوقة [قطعا] وإنها لحجر وأخرج الجوزة مشقوقة وإنها لحجر وأخرج أشباه ذلك من الفواكه وإنها لحجارة ، وأخرج دراهم ودنانير وفلوسا وإنها لحجارة. فعلى هذا القول يكون الآيات بمعنى الدلالات والمعجزات.
وقال بعضهم : هي بمعنى آيات الكتاب.
روى شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن غسان المرادي : إن يهوديا قال لصاحبه : تعال حتّى نسأل هذا النبي ، فقال الآخر : لا تقل نبي لأنه لو سمع صارت له أربعة أعين فأتياه فسألاه عن هذه الآية (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ).
فقال صلىاللهعليهوسلم : «لا تشركوا بالله شيئا و (لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) ولا تزنوا و (لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا) ولا تسحروا ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ولا تسرقوا ولا تقذفوا المحصنة ولا تولوا يوم الزحف ، وعليكم خاصة في اليهود أن لا يتعدوا في السبت» [٦٠] (١).
فقبّلوا يده [ورجله] (٢) وقالوا : نشهد أنّك نبي ، قال : «فما يمنعكم أن تتبعوني؟» قالوا : إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي ، وإنّا نخاف إن اتبعناك تقتلنا اليهود (٣).
(فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ) موسى عليهالسلام ، وهو قراءة العامة ، وروى حنظلة السّدوسي عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أنّه قرأ فَسَأَلَ (بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ) على الخبر وقال : سأل موسى فرعون أن يخلّي سبيل بني إسرائيل ويرسلهم معه.
فقال له فرعون : (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) أي قد سحروك ، قاله الكلبي ، وقال ابن عباس : مخدوعا ، وقال محمّد بن جرير : يعطي علم السحر فهذه العجائب التي يفعلها من سحرك ، وقال الفرّاء وأبو عبيد : ساحرا فوضع المفعول موضع الفاعل ، كما يقال : هو مشؤوم وميمون أي شائم ويامن ، وقيل : معناه : وإنّي لأعلمك يا موسى بشرا ذا سحر ، أي له رئة (٤).
قال موسى : (لَقَدْ عَلِمْتَ) قراءة العامة بفتح التاء خطابا لفرعون ، وقرأ الكسائي بضم التاء وهي قراءة علي.
__________________
(١) الدر المنثور : ٤ / ٢٠٤ ، وفتح القدير : ٣ / ٢٦٥.
(٢) زيادة من المصدر.
(٣) تفسير الطبري : ١٥ / ٢١٦ ، ومسند أحمد : ٤ / ٢٤٠.
(٤) فتح القدير : ٤ / ٦٣ ، ومختار الصحاح : ١٥٦.