والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولا حول ، ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم). يدل عليه [ما] روى القاسم بن عبد الله العمري ، ومحمد بن عجلان عن عبد الجليل بن حميد عن خالد ابن عمران أن النّبي صلىاللهعليهوسلم خرج على قومه ، فقال : «خذوا جنّتكم». قالوا : يا رسول الله ، من عدوّ حضر؟ قال : «بل من النار». قالوا : وما جنتنا من النار؟ قال : «الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مقدّمات مجنّبات ومعقّبات ، وهنّ (الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ)» [٧٥] (١).
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «استكثروا من الباقيات الصالحات».
فقيل : وما هنّ يا رسول الله؟ قال : «الملّة». قال : وما هي؟ قال : «التكبير ، والتهليل ، والتسبيح ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله» [٧٦] (٢).
وقال عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله : أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي فقال : قل له : القني عند زاوية القبر ؛ فإن لي إليك حاجة. قال : فالتقيا ، فسلّم أحدهما على الآخر ، ثمّ قال سالم : ما تعدّ الباقيات؟ فقال : لا إله إلّا الله ، والحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله. فقال له سالم : متى جعلت : ولا حول ولا قوّة إلّا بالله؟ قال : ما زلت أجعله فيها. قال فراجعه مرتين وثلاثا فلم ينزع ، فقال سالم : أجّل. فأتيت أبا أيّوب الأنصاري فحدّث أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عرج بي إلى السماء فأريت إبراهيم عليهالسلام فقال : يا جبرئيل ، من هذا معك؟ فقال : محمد. فرحّب بي وسهّل ، ثمّ قال : مر أمّتك فليكثروا من غراس الجنّة ، فإن تربتها طيبة ، وإن أرضها واسعة. فقلت وما غراس الجنّة؟ قال : لا حول ولا قوة إلّا بالله» [٧٧] (٣).
وقال سعيد بن جبير وعمرو بن شرحبيل ومسروق وإبراهيم : هي الصلوات الخمسة ، وهي الحسنات (يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (٤).
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : هي الأعمال الصالحة : لا إله إلّا الله ، وأستغفر الله وصلى الله على محمد ، والصلاة والصوم والحج والصدقة والعتق والجهاد والصّلة وجميع الحسنات التي تبقى لأهلها في الجنّة ما دامت السماوات والأرض.
وروى عطية عن ابن عباس قال : هي الكلام الطيب. وقال عوف : سألت الحسن عن (الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) ، قال : النيّات والهمّات ؛ لأن بها تقبل الأعمال وترفع. قال قتادة : هي كل ما أريد به وجه الله. والله أعلم.
__________________
(١) المعجم الأوسط : ٣ / ٢٨٩.
(٢) مسند أحمد : ٣ / ٧٥.
(٣) مسند أحمد : ٥ / ٤١٨.
(٤) سورة هود : ١١٤.