(نَسْياً) بفتح النون ، والباقون بالكسر ، وهما لغتان مثل : الوتر والوتر والحجر والحجر والجسر والجسر ، وهو الشيء المنسي.
قال ابن عباس : يعني شيئا متروكا ، وقال قتادة : شيئا لا يذكر ولا يعرف ، وقال عكرمة والضحاك ومجاهد : حيضة ملقاة.
قال الربيع : هو السقط وقال مقاتل : يعني كالشيء الهالك.
قال عطاء بن أبي مسلم : يعني لم أخلق ، وقال الفرّاء : هو ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها ، وقال أبو عبيد : هو ما نسي وأغفل من شيء حقير. قال الكميت :
أتجعلنا جسرا لكلب قضاعة |
|
ولست بنسي في معد ولا دخل (١) |
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا حاجب بن محمد قال : حدّثنا محمد بن حمّاد قال : حدّثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّها قالت : لوددت أني إذا مت (كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا).
(فَناداها مِنْ تَحْتِها) قرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة ونافع وابن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي : (مِنْ تَحْتِها) بكسر الميم وهو جبرئيل عليهالسلام ناداها من سفح الجبل ، وقرأ الباقون مَنْ تَحْتُها بفتح الميم وهو عيسى لما خرج من بطنها ناداها : (أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) قال الحسن : يعني عيسى كان والله عبدا سريا أي رفيعا ، وقال سائر المفسّرين : هو النهر الصغير ، وقيل معنى قوله سبحانه (تَحْتَكِ) إنّ الله تعالى جعل النهر تحت أمرها إن أمرته أن يجري جرى وإن أمرته بالإمساك أمسك ، كقوله عزوجل فيما أخبر عن فرعون (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) (٢) أي من تحت أمري ، قال ابن عباس : فضرب جبرئيل : ويقال عيسى : برجله الأرض فظهرت عين ماء عذب وجرى وحييت النخلة بعد يبسها فأورقت وأثمرت وأرطبت ، وقيل لمريم (وَهُزِّي إِلَيْكِ) أي حرّكي (بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) يقول العرب : هزّه وهزّ به كما يقال : خذ الخطام وخذ بالخطام ، وتعلّق بزيد وتعلق زيدا ، وخذ رأسه وخذ برأسه ، وامدد الحبل ، وامدد بالحبل ، والجذع : الغصن ، والجذع : النخلة نفسها.
(تُساقِطْ) قرأ البراء بن عازب ويعقوب وأبو حاتم وحمّاد ونصير : يساقط بالياء ، وقرأ حفص (تُساقِطْ) بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف ، وقرأ الأعمش وحمزة وأبو عبيد : تَسّاقَط بفتح التاء والقاف وتشديد السين ، فمن أنّث ردّه إلى النخلة ومن ذكّر ردّه ألى الجذع والتشديد على الإدغام
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١١ / ٩٣.
(٢) سورة الزخرف : ٥١.