سورة الزخرف ، وحرف في سورة نوح ، والباقون بالفتح ، وهما لغتان مثل العرب والعرب والعجم والعجم.
قال الشاعر :
فليت فلانا كان في بطن أمّه |
|
وليت فلانا كان ولد حمار (١) |
مخففا وقيس بجعل الولد بالضم جمعا والولد بالفتح واحدا.
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) قال ابن عباس : منكرا ، وقال قتادة ومجاهد : عظيما ، وقال الضحاك : فظيعا وقال مقاتل : معناه لقد قلتم قولا عظيما ، نظيره قوله (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (٢) والإدّ في كلام العرب أعظم الدواهي ، قال رؤبة :
نطح شىّ أد رؤوس الأداد
وفيه ثلاث لغات : إدّ بالكسر وهي قراءة العامة ، وأدب الفتح وهي قراءة السلمي ، وآد مثل ماد وهي لغة بعض العرب (تَكادُ السَّماواتُ) قرأ نافع والكسائي بالياء لتقديم الفعل ، وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السموات (يَتَفَطَّرْنَ) يتشقّقن منه وقرأ (٣) أبو عمرو ينفطرن بالنون من الانفطار وهو اختيار أبي عبد الله (٤) لقوله عزوجل (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) وقوله (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) الباقون بالتاء من التفطّر (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) قال ابن عباس : وقرأ مقاتل : وقطعا وقال عطاء : هدما ، أبو عبيد : سقوطا (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) يعني لأن دعوا ، ومن قرأ جعلوا وقالوا (لِلرَّحْمنِ وَلَداً) (٥) ، قال ابن عباس وأبي بن كعب : فزعت السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلّا الثقلين وكادت أن تزول وغضبت الملائكة واستعرت جهنم وقالوا لله عزوجل ولد ، ثم نفى سبحانه عن نفسه الولد فقال (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) يعني انه لا يفعل ذلك ولا يحتاج إليه ولا يوصف به (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) لا ولدا (لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) أنفاسهم وأيامهم (٦) فلا يخفى عليه شيء (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) جائيه (يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) وحيدا فريدا بعمله ليس معه شيء من الدنيا.
وأخبرنا عبد الله بن حامد ، حدّثنا محمد بن جعفر بن يزيد ، حدّثنا أحمد بن عبيد
__________________
(١) تاج العروس : ٢ / ٥٤٠.
(٢) الإسراء : ٤٠.
(٣) في نسخة أصفهان زيادة : عاصم و.
(٤) في نسخة أصفهان : أبي عبيد ، بدل أبي عبد الله.
(٥) في نسخة أصفهان : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً).
(٦) في نسخة أصفهان : أنفاسهم وآثامهم وآثارهم.