وأخبرني الحسن (١) قال : حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ قال : أخبرنا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن جعفر الأحول قال : حدّثنا منصور بن عمّار قال : حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل (٢) ، عن عبد الله بن عمرو أنّه ضرب أرض الطائف برجله وقال : من هاهنا تخرج الدّابة التي تكلّم الناس ، وأخبرني عقيل بن محمّد الجرجاني الفقيه قال : حدّثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قال : حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا الأشجعي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن ابن عمر قال : تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيّام وما خرج ثلثها.
وبه عن محمّد بن جرير قال : حدّثني عصام بن بندار (٣) بن الجرّاح قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سفيان بن سعيد قال : حدّثنا المنصور بن المعتمر ، عن ربعي بن خراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه الدابّة ، قلت : يا رسول الله من أين تخرج؟ قال : «من أعظم المساجد حرمة على الله ، بينما عيسى يطّوف بالبيت ومعه المسلمون ؛ إذ تضطرب الأرض تحتهم من تحرّك القنديل وينشقّ الصفا ممّا يلي المسعى ، وتخرج الدابة من الصفا أوّل ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ، ولا يفوتها هارب ، تسمّي الناس مؤمنا وكافرا ، أمّا المؤمن فتترك وجهه كأنّه كوكب درّيّ ، وتكتب بين عينيه : مؤمن ، وأمّا الكافر فتترك بين عينيه نكتة سوداء وتكتب بين عينيه : كافر» (٤) [١٢٠].
وبه عن محمّد بن جرير قال : حدّثني أبو عبد الرحمن (٥) الرقي قال : حدّثنا ابن أبي مزينة قال : حدّثنا ابن لهيعة ويحيى بن أيوب قالا : حدّثنا ابن الهاد ، عن عمرو بن الحكم أنّه سمع عبد الله بن عمر يقول : تخرج الدابة من شعب ، فيمسّ رأسها السحاب ورجلاها في الأرض ما خرجتا ، فتمرّ بالإنسان يصلّي ، فتقول : ما الصلاة من حاجتك ، فتخطمه وقال وهب : وجهها وجه رجل (٦) وسائر خلقها كخلق الطير فتخبر من رآهها أنّ أهل مكّة كانوا بمحمّد والقرآن (لا يُوقِنُونَ) ، وفي هذا تصديق لقراءة من فتح (أَنَ).
وقال كعب : صورتها صورة الحمار ، وروى ابن جريج روح ، عن هشام ، عن الحسن (٧) أنّ موسى عليهالسلام سأل ربّه أن يريه الدّابة ، فخرجت ثلاثة أيّام ولياليهنّ تذهب في السماء ، وأشاره بيده لا يرى واحدا من طرفيها ، فرأى منظرا فظيعا ، فقال : ربّ ردّها ، فردّها.
__________________
(١) في النسخة الثانية : الحسين. (٢) في النسخة الثانية : قتيل.
(٣) في النسخة الثانية : رواد.
(٤) جامع البيان للطبري : ٢٠ / ١٩ ، الدرّ المنثور : ٥ / ١١٦.
(٥) في النسخة الثانية : ابن عبد الرحيم البرقي.
(٦) في النسخة الثانية : إنسان.
(٧) في النسخة الثانية : الحسين.