فقد جفاني» (١) ، الحديث. وما مرّ من كون الوضوء نورا وطهرا (٢) ، وقال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (٣).
وما ورد من الأخبار في فضيلة الوضوء ، منها : عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال في فضيلة الوضوء : «إذا وضعت يدك في إنائك ثمّ قلت : بسم الله ، تناثر منها ما اكتسبت من الإثم ، فإذا اغتسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك وفوك ، وإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك ويسارك ، وإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك ، فهذا لك في وضوئك» (٤). إلى غير ذلك ممّا دلّ على فضيلة الوضوء ، وفضيلة كون الإنسان على طهر ، مع أنّ المسألة وفاقيّة.
وهذا القدر يكفي للحكم بالاستحباب ، بل وأقلّ من ذلك ، وإن كان قول فقيه واحد ، فإنّه معتبر هنا ، كاعتبار خبر واحد ضعيف ، ومرّ وجهه.
وأمّا الغسل ؛ فقد ورد فيه ما هو أشدّ وآكد إلى أن قال جمع من المحقّقين بوجوبه لنفسه (٥) ، ومرّ الإشارة إليه ، وسيجيء أيضا ما يزيد على ذلك.
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ المكلّف إذا نوى في وضوئه الذي يفعله لأجل الكون على الطهارة أنّه للاستدامة على الطهارة ، أو للكون على الطهارة ، أو لأنّه مستحب لنفسه بالمعنى الذي ذكر ، أو مطلقا عند المحقّق (٦) ـ على حسب ما عرفت
__________________
(١) إرشاد القلوب : ٩٤ ، وسائل الشيعة : ١ / ٣٨٢ الحديث ١٠١٠.
(٢) راجع! الصفحة : ١٤٤ من هذا الكتاب.
(٣) البقرة (٢) : ٢٢٢.
(٤) الكافي : ٣ / ٧١ الحديث ٧ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ١٣٠ الحديث ٥٥١ ، أمالي الصدوق : ٤٤١ الحديث ٢٢ ، وسائل الشيعة : ١ / ٣٩٣ الحديث ١٠٣١ مع اختلاف يسير.
(٥) منتهى المطلب : ٢ / ٢٥٦ ، ذخيرة المعاد : ٥٤ و ٥٥ ، كفاية الأحكام : ٣.
(٦) المعتبر : ١ / ١٤٠.