متفاوتة عند الناس في ذلك الحين (١). وإذا اخرجنا الهاشميين من العدد الذي ذكره المسعودي للقتلى يبقى منهم عدد مقارب للعدد الذي ورد عند أبي مخنف ، وقلنا أنه لا يشمل الهاشميين ولا الموالي. هذا مع افتراض نسبة من الخطأ في التقدير تنشأ من الاعتماد على الرؤية ، وإن كانت النسبة المفترضة ضئيلة جدا لاعتبارين.
الاول : إن الراوي هو الضحاك بن عبد الله المشرقي ، أحد أصحاب الحسين ، فهو في مركز من يستطيع الوصول إلى أقصى دقة في التقدير.
الثاني : أن هذا التقدير يعكس الموقف في حالة التعبئة وحالة التعبئة في عدد محدود تعطي قدرة أكثر على التحديد.
إن العدد الذي تشتمل عليه هذه الرواية هو اثنان وسبعون فرسانا ورجاله ، والعدد الذي انتهى بنا البحث إليه في هذه الدراسة هو مئة تزيد قليلا أو تنقص قليلا فإذا أخرجنا منه عشرين رجلا من الموالي : عشرة من
___________________
(١) هذه العقلية تصورها نصوص شعرية كثيرة وحكايات حفلت بها كتب الادب العربي القديم ، ومن أدلها على هذه العقلية ما جرى مع سوار بن عبد الله بن قدامة قاضي البصرة وأميرهما لابي جعفر المنصور ـ فقد جاءه أعرابي من بني العنبر فقال : (إن أبي مات وتركني وأخا لي ـ وخط خطين في الارض ـ ثم قال : وهجينا ـ (أخ أمه أمة) وخط خطا ناحية ـ فكيف نقسم المال؟ فقال سوار : أها هنا وارث غيركم؟ قال : لا ، قال : المال بينكم أثلاثا ، فقال : لا أحسبك فهمت عني؟ أنه تركني وأخي وهجينا لنا ، فقال سوار : المال بينكم أثلاثا ، قال : فقال الاعرابي : يأخذ الهجين كما آخذ وكما يأخذ أخي! قال : أجل! فغضب الاعرابي. قال : ثم أقبل على سوار فقال : تعلم والله أنك قليل الخالات بالدهناء ..) المبرد (أبو العباس محمد بن يزيد) : الكامل ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم والسيد شحاته ـ مطبعة نهضة مصر / ج ٢ ص ٤٨ ـ إن الولادة من أمة نسخت صلة الاخوة هنا وإذا كانت القصة موضوعة فإنها تصور العقلية التي كانت سائدة في القرن الثاني الهجري ، ولذا فليس غريبا ألا يحسب الشهداء من الموالي في كربلاء في سنة ستين للهجرة.