تحاسدتم وتباغضتم ، واغتررتم ثم تقذف في جهنم فتقول : يا رب اتباعى وأشياعي؟
فيقول الله عزوجل : الحقوا بها اتباعها وأشياعها.
قال بعضهم : بلغني رجلا عرج بروحه ، فإذا امراه على قارعه الطريق ، عليها كل زينه الحلى والثياب ، وإذا لا يمر بها أحد جرحته فإذا هي أدبرت ، كانت أحسن شئ رآها الناس ، وإذا هي أقبلت كانت أقبح شئ رآها الناس ، عجوز شمطاء زرقاء عمشاء.
قال : قلت أعوذ بالله منك.
قالت : لا ، والله لا يعيذك الله منى حتى تبغض الدرهم.
قال : قلت من أنت؟ قالت انا الدنيا (١).
٤٨ ـ وروى عيسى عليه السلام كشف له الدنيا فرآها في صوره عجوزه شمطاء (٢) عليها من كل زينه فقال لها كم تزوجت قالت لا أحصيهم.
قال : فكلهم مات (٣) عنك أو طلقوك؟ قالت : بل كلهم قتلت.
قال عيسى عليه السلام : بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف أهلكتهم واحدا واحدا ولا يكونون منك على حذر (٤).
يا طالب الدنيا يغرك وجهها |
|
ولتندمن إذا رأيت قفاها |
٤٩ ـ وروى أن عيسى عليه السلام اشتد به المطر والرعد والبرق يوما ، فجعل يطلب شيئا يلجا إليه ، فرفعت خيمه من بعيد ، (فأتاها) (٥) فإذا فيها امراه ، فحاد عنها ،
__________________
١ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٦ باختلاف في الفاظه.
٢ ـ في التنبيه : هتماء.
٣ ـ في التنبيه : ماتوا.
٤ ـ أخرجه في البحار : ١٤ / ٣٢٨ ح ٥٦ عن تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٦ مرسلا (مثله) باختلاف يسير ، وفي البحار : ١٤ / ٣٣٠ ح ٦٧ عن كتاب الزهد : ص ٤٨ ح ١٢٩ باسناده عن طلحة بن زيد نحوه.
٥ ـ من البحار والمستدرك.