فإذا هو بكهف في جبل ، فاتاه فإذا فيه أسد! فوضع يده عليه ، فقال :
الهى جعلت لكل شئ مأوى ، ولم تجعل لي مأوى؟
فأوحى الله إليه : مأواك في مستقر رحمتي ، (وعزتي لأزوجنك) (١) القيامة بمائة حوراء خلقتها بيدي ، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام ، كل يوم منها كعمر الدنيا ، ولأمرن مناديا ينادى : أين الزهاد الدنيا؟ هلموا إلى عرس الزاهد : عيسى عليه السلام.
ويل لصاحب كيف يموت ويتركها ، ويأمنها وتغره ويثق وتخذله!؟
ويل للمغترين ، كيف اتتهم (٢) ما يكرهون ، وفارقتهم يحبون ، وجاء بهم ما يوعدون ، ويل لمن كانت همه ، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا عند الله (٣).
٥٠ ـ قيل أوحى الله إلى موسى عليه السلام : يا موسى ما لك ولدار الظالمين انها ليست لك بدار فاخرج منها همك وفارقها بعقلك فليست الدار هي إلا للعامل فيها فنعمت الدار هي يا موسى انى مرصد للظالم آخذ للمظلوم منه (٤).
٥١ ـ وعن النبي صلى الله عليه وآله : موقوفه بين السماء والأرض منذ خلق الله لا ينظر إليها وتقول يوم القيامة يا رب اجعلني لأدنى أوليائك نصيبا اليوم فيقول اسكتي يا لا شئ انى لم ارضك في الدنيا [كيف] (٥) أرضاك لهم اليوم؟! (٦).
٥٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله : ليجيئن أقوام يوم القيامة واعمالهم كجبال تهامه فيؤمر بهم إلى النار قالوا يا رسول الله مصلين نعم كانوا يصلون ويصومون
__________________
١ ـ أثبتناه من المستدرك ، وفي الاصل : لازوجك.
٢ ـ أرتهم / خ ، وفي التنبيه والبحار : رهقهم.
٣ ـ صدره في المستدرك : ٢ / ٣٣٣ ح ٢٤ وأخرجه في البحار : ١٤ / ٣٢٨ ح ٥٣ و ٥٤ عن تنبيه الخواطر : ١ / ١٣٢ مرسلاً باختلاف يسير.
٤ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٣٢ مرسلا (مثله).
٥ ـ من التنبيه.
٦ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٣١ مرسلاً (مثله).