كان ممّن يحدث بفضائل بني هاشم ، ومخازي بني أُميّة.
روى الكشي عن ميثم رضي الله عنه أنّه قال : دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال لي :
«كيف أنت ـ يا ميثم ـ إذا دعاك دعيّ بني أُميّة عبيد الله بن زياد إلى البراءة منّي؟»
فقلت : يا أمير المؤمنين! أنا والله لا أبرأ منك.
قال : «إذاً والله يقتلك ويصلبك».
فقلت : أصبر ، فذاك في الله قليلاً.
فقال : «يا ميثم! إذاً تكون معي في درجتي» (١).
وفي الحديث :
قال له أمير المؤمنين عليه السلام يماً بمحضر من خلق كثير من أصحابه :
«يا ميثم! إنّك تؤخذ بعدي فتصلب ، فاذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً حتّى تخضب لحيتك ، فاذا كان اليوم الثالث طعنت بحربةة فيقضي عليك فانتظر ذلك ، والموضع الذي تُصلب فيه على دار عمر بن حريث ، إنّك لعاشرة عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم إلى المطهّرة ـ يعني الأرض ـ ولأرينّك النخلة التي تُصلب على جذعها ..».
ثمّ أراه إيّاها بعد ذلك بيومين ، فكان ميثم يأتيها ، فيصلّي عندها ، ويقول : بوركت من نخلة ، لكِ خُلقت ، ولي نبتِّ.
فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي عليه السلام حتّى قطعت ..
ويلقى عمرو بن حريث فيقول له : انّي مجاورك فأحسن جواري ..! فلم يعلم ما يريد حتّى وقع ما وقع ..
وحجّ ميثم في السنة التي قُتل فيها ، فدخ على أمّ سلمة رضي الله عنها ، فلمّا قال : أنا ميثم.
__________________
١. رجال الكشي : ص ٧٨.