فقال أبي ـ حمّاد ـ فقلت لأبي حنيفة : كيف إلى هذا وتابعته؟
قال : يا بُنيّ! خفت أن يقدّم علييّ ، فأعطيته التقيّة (١).
وهذا تصريح من أبي حنيفة بعمله بالتقية.
إنّ مالك بن أنس كان يأتي المسجد ، ويشهد الصلاة والجمعة والجنازة ، ويعود المرضى ، ويقضي الحقوق ، ويجلس في المسجد ، ثمّ ترك ذلك كلّه ، وكان ربّما قيل له في ذلك؟
فيقول : ليس كلّ الناس يقدر أن يتكلّم بعذره (٢).
وهذا يفيد كتمان عذره تقية.
وقال الذهبي : إنّ مالك بن أنس لم يكن يروي عن جعفر بن محمد حتّى ظهر أمر بني العبّاس (٣).
وهذا يفيد انّه إمّا كان يتقى من بني أُميّة فيترك الحديث عن الامام الصادق عليه السلام ، أو كان يتقى من بني العبّاس فيروي عن الامام الصادق عليه السلام لأنّه كبير بني هاشم الذين منهم بنو العباس.
ذكر أبو نعيم : إنّ الشافعي كان من أصحاب عبد الله بن الحسن (٤) وقائلاً بامامته
__________________
١. تاريخ بغداد : ج ١٣ ، ص ٣٧٩.
٢. وفيات الأعيان : ج ٤ ، ص ١٣٦.
٣. ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٤١٤.
٤. وهو عبد الله بن الحسن المحض الذي تلاحظ حاله في السفينة : ج ٦ ، ص ٥٤.