كلمةٌ لابدّ منها
كما تلاحظ ذلك في الاحتجاج الصارخ الذي احتجّ به سيّدنا الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، وصكّ به مسامع الطواغيت معاوية وأذنابه الذي التفّوا حوله ، حتّى أخزاهم وسوّد الفضاء عليهم بلا خوف ولا تقيّة ، وبكلّ قدرة وقوّة وذلك حين اجتمع عند معاوية عمرو بن عثمان بن عفّان ، وعمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة بن أبي المعيط ، والمغيرة بن شعبة.
وقد اجتمعوا على باطل واحد ، ووقعوا بالسب في مولى الموحدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فتكلّم سيّدنا الامام الحسن عليه السلام بكلّ صراحة ، وبمنتهى الشجاعة وبدون أدنى تقية ، فقال ما نصّه :
«الحمد لله الّذي هدى أوّلكم بأوّلنا وآخركمم بآخرنا وصلّى الله على سيّدنا محمّدٍ النّبيّ وآله وسلّم».
ثمّ قال : «اسمعوا منّي مقالتي وأعيروني فهمكم.
وبك أبدأُ يا معاوية ، ثمّ قال لمعاوية : إنّه لعمر الله ـ يا أزرق ـ! ما شتمني غيرك وما هؤلاء شتموني ، ولا سبّني غيرك وما هؤلاء سبّوني ولكن شتمتني ، وسببتني فحشاً منك وسوء رأيٍ وبغياً وعدواناً وحسداً علينا وعداوةً لمحمّدٍ صلى الله عليه وآله قديماً وحديثاً.
وإنّه والله لو كنت أنا وهؤلاء ـ يا أزرق ـ مشاورين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وحولنا المهاجرون والأنصار ما قدروا أن يتكلّموا بمثل ما تكلّموا به ولا استقبلوني بما استقبلوني به.
فاسمعوا منّي أيّها الملأُ المخيّمون المعاونون عليّ ، ولا تكتموا حقّاً علمتموه ، ولا